نقطة نظام.. باب سبتة

18 فبراير 2020 - 00:00

ليس هناك شيء يمكنه أن يضر بالسياسات العامة قدر تجاهلها التواصل مع الناس. وما يحدث في معبر باب سبتة، على الخصوص، دليل على ذلك. هناك أزمة تتفاقم في شمال البلاد، حيث وجد عشرات الألوف من المواطنين أنفسهم في مواجهة إجراءات إغلاق تام لمورد رزق ألفوه عدة عقود، وهم الآن قد حرموا منه. كيف؟ لا أحد لديه الجواب. مارست السلطات الحكومية «بخلا» هائلا في المعلومات، وبالكاد خرج تعليق أو تعليقان من مسؤولين حكوميين لا يقدمان أي عناصر للفهم، وبالأحرى للتفهم.

وإذا كان معين السلطات المغربية من المعلومات قد نضب، وهذا أمر مألوف، خصوصا عندما تتعلق بعض السياسات باستراتيجية أمنية أكثر مما هي شيء آخر، فإن توق الناس إلى الفهم يدفعهم إلى الجانب الآخر. ولسوف تغذي السلطات المحلية في سبتة عقول المواطنين المغاربة في الشمال بكل العناصر الضرورية للفهم، وبالطبع وفقا لزاوية النظر التي تخدمها.

المواطنون المغاربة حيارى، فهم لا يصدقون أن السلطات قادرة على دحرجتهم إلى أسفل الفقر، دون أن تقدم مبررا معقولا، وهي قد فعلت ذلك بالنسبة إليهم. وما يزيد المشكلة تعقيدا أن السلطات نفسها لم تعرض أي برنامج واضح بديل عن قراراتها التي نُفذت بصمت وعجرفة. يراقب المواطنون السلطات في سبتة وهي تحرص يوميا على بذل الجهد لإقناع مواطنيها بأن أحوالهم لن تتضرر كثيرا، فيما، في باب سبتة، يقف شرطي أو رجل جمارك يطبق قرارا هو نفسه لا يفهم لمَ قد صدر.

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التالي