"أخبار اليوم" ترد على "أراجيف" أبواق التشهير

25 فبراير 2020 - 21:00

تستمر أوراق التوت في التساقط تباعا، والدور هذه المرة جاء على صحافة التشهير التي تتغذى على قنوات الصرف الصحي، والتي تحدثت، عبر أحد أبواقها المعروفة بأسلوبها القائم على التلصص والتلفيق، عن انعقاد اجتماع وهمي وقرار مزعوم بطرد أحد صحافيي «أخبار اليوم»، بدعوى فضحه معاناة العاملين في هذه الجريدة.

هل كانت معاناتنا المادية والمعنوية في هذه الجريدة سرا في يوم من الأيام حتى تتفضل علينا صحافة القذارات بـ«فضحها» وادعاء الدفاع عنا وعن مصالحنا؟ هل أخفينا يوما أننا نواجه استهدافا مباشرا لوجود واستمرار هذه الجريدة، من جانب أطراف في السلطة والسوق يزعجها استمرار هذا المنبر العصي على الشراء والتطويع؟

لقد زعم بوق مسخّر أن أقلية داخل هذه الجريدة تتمتع بأجورها كاملة، فيما يقع تجزيء صرف أجور البقية. ولهؤلاء نقول: نعم نعترف بأن هناك مجموعة تضمها لائحة سرية قررنا الآن أن نكشفها بشكل طوعي قبل أن تفضحونا، تضم ستة من مسؤولي الجريدة، في التحرير كما الإدارة والقسم التقني، يحصلون أحيانا على أجورهم كاملة غير مقسمة، لكن بعدما ينتهي صرف النصفين الأول والثاني من أجور زملائهم بمدة، حيث يؤخرون صرف أجورهم بشكل تطوعي لكي لا يبقى جميع العاملين في المؤسسة عالقين ينتظرون اكتمال المبلغ اللازم لدفع نصف كتلة الأجور كاملة.

نعم نعترف بأننا في إحدى المرات صرفنا الأجور كاملة لفئة من الزملاء، دون البقية، وكان ذلك قبيل عيد الأضحى الماضي، حيث قررت إدارة المؤسسة صرف الأجور الدنيا كاملة غير منقوصة، مقابل صرف نصف الأجور لباقي العاملين.

نعم نعترف، ولسوء حظ أبواق التشهير، بأننا ولولا حرصنا على حماية المعطيات الشخصية لزملائنا، لكشفنا لهم بالوثائق أن من يعتقدون أنهم سينجحون في إخراجهم من فريق الجريدة وإلباسهم دور الضحية لاستهداف المؤسسة، هم من يستفيدون من معاملة تفضيلية مقارنة بزملائهم، حيث يحصلون على ثلثي الأجر بدل النصف، في الدفعة الأولى، مراعاة لالتزاماتهم الأسرية.

سوف ننتظر دلائلكم أمام المحكمة، كما ينص على ذلك القانون إن كنتم تقيمون اعتبارا للقوانين، على أن إدارة هذه المؤسسة عقدت اجتماعا يوم 17 فبراير الجاري أصلا، أو طرحت أو ناقشت، فبالأحرى قررت، طرد أحد صحافييها أو عامليها. كما ننتظر دلائلكم على أن مسؤولا واحدا داخل هذه المؤسسة استأثر بأجره دون باقي الأجراء.

لو كان قلبكم بهذا الحنو على مصالح وحقوق العاملين في هذه المؤسسة، لنطقتم بنصف كلمة موجهة إلى حكومة العثماني ووزارات بنشعبون وعبيابة التي تمنع الدعم القانوني عن هذه الجريدة حتى اليوم، فيما «أكلتموه» أنتم باردا، ولقلتم ربع كلمة لمصطفى التراب الذي يرفض أداء دين في ذمة المكتب الشريف للفوسفاط لصالح هذه الجريدة، أو لسألتم، على الأقل، عن هذه العبقرية التي جعلت أكبر مؤسسة إنتاجية في المغرب توقف تعاملها مع هذه الجريدة فور اعتقال مؤسسها، ويراد لنا، رغم ذلك، تصديق أن المستهدَف لم يكن «أخبار اليوم».

أما إذا «جابتكم النفس» على أخنوش ولم تصدقوا اتهامنا إياه، فليتكم تسألون فتح لله سجلماسي، مدير القرض الفلاحي، وأنس تاجموعتي، مدير المحافظة العقارية، ومسؤولي باقي المؤسسات والشركات الخاضعة لوصاية وزير «المغرب الأخضر»، لماذا يقاطعون هذه الجريدة، ويبعثون إلينا في السر من يلتمس منا أن نعذرهم لأن اقترابهم منا سيكلفهم غضب «البوص».

وبما أنكم لم تفعلوا، ولن تفعلوا، فليتكم سكتم، على الأقل، بدل إيهام من تدعون اليوم دفاعكم عنهم، من أجراء هذه المؤسسة، بأن إدارتهم قد تسلمت الدعم و«أكلته».

على من يسخّرون ضدنا أبواق التشهير والتلفيق، وبيادق العمل النقابي –مع احترامنا للنقابيين الحقيقيين- لافتعال المشاكل داخل المؤسسة واستدراجنا لتخريبها بأيدينا، أن يعلموا أن عليهم أن يتحملوا الوزر السياسي والاقتصادي والاجتماعي عن إعدام جريدة مستقلة، أو أن يتركوها وشأنها، لأن لعبة التفجير من الداخل لن تنطلي على أحد.

من حقكم أن تكرهونا لأننا نكشف سوءاتكم، لكن، على الأقل، كفوا عنا أراجيفكم، لأنها تنقلب عليكم سريعا، وتُسقط عنكم آخر أوراق التوت.

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التالي