سوسيولوجي: كورونا مرحلة لاختبار الرابط الاجتماعي وعلينا أن نتحرر من وهم الاستهلاك والرأسمالية المتوشحة

05 أبريل 2020 - 00:50

قال  السوسيولوجي، عبد الرحيم العطري، أستاذ علم الاجتماع في كلية فاس سايس، إن”وباء كورونا مرحلة لاختبار قيم التضامن،  والرابط الاجتماعي، من  حيث فعاليته، وتماسكه، وأيضا من حيث هشاشته”.

وجاء تصريح العطري في سياق الندوة التي نظمها ماستر “سوسيولوجيا المجالات القروية والتنمية”، يوم الأربعاء، عبر الأنترنيت،  تحت عنوان “كورونا، والرابط الاجتماعي، تفكك أم التحام”.

وأضاف عبد الرحيم العطري أن “الجائحة عبر التاريخ تخرج أجمل ما في الناس، وأحقر ما فيهم، إذ تكشف عن بنيات التضامن بين الناس، وأشياء سلبية، مثل احتكار السلع، والزيادة في الأثمنة”، حيث  أعطى مثالا حول هذا الأمر بعام البون، الذي لجأ فيه لناس إلى القبور، لاستخراج الكفن واستعماله للباس، نظرا إلى ندرة الملابس، آنذاك، على اعتبار أنه في اللحظات الاجتماعية المتوترة، يمكن أن نتوقع أي شيء.

وفي حديثه عن الجوانب الإيجابية لوباء كورونا، أكد عبد الرحيم العطري “أنه في هذه اللحظة، تلوح مجموعة من إمكانات التضامن، والتساند بين الأفراد، حيث أهم ما قدمت كورونا لنا، هي أنها أعادت الناس إلى ذواتهم وإلى الأسرة  كخلية أساسية، التي تعرضت للكثير من الاختزال، والتبخيس”.

أما بخصوص الدروس، التي يمكن أن نستفيدها من كورونا، فنبه العطري إلى أنه “علينا أن نتحرر من وهم الاستهلاك، والرأسمالية المتوحشة، والحداثة المفرطة، وأن نعود إلى المحلي، والأنا، والهوية، والتي يمكن أن تكون المدخل  لصناعة التغيير “.

ويلح العطري في السياق ذاته على ضرورة إعادة التفكير في علاقتنا بالأشياء، التي نمتلكها، وعقلنة الإنفاق، والتبضع، بدل البحث عن آخر صيحات الموضة، والدخول في وهم التضخم القيمي، والهوياتي، حيث طرح سؤالا جوهريا في هذا الصدد، هل مازالت رأسمالية الكوارث تغري بالاتباع؟

وفي حديثه عن علاقة كورونا بالتدبير الحكومي، قال عبد الرحيم العطري إن “حكومات دول الجنوب، من بينهم المغرب، أن تهتم بالتعليم، والبحث العلمي، وأن تعطي الأولوية للإنسان”، حيث استحضر، في هذا السياق، مرحلة التقويم الهيكلي، التي تعرضت فيها القطاعات العمومية إلى الكثير من التبخيس، والتحوير، والإقصاء، على حد قوله، حيث أكد أن جل القطاعات، التي كانت تحارب آنذاك، هي التي توجد الآن في الصفوف الأمامية لمواجهة أزمة كورونا.

 

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التالي