عصيد: انتشار الفساد وعدم الاهتمام بالكفاءات أبرز أسباب هجرة الأدمغة من المغرب

22 مايو 2020 - 17:20

يرى الكاتب الأمازيغي أحمد عصيد أن من أبرز أسباب هجرة الأدمغة من المغرب، انتشار الفساد، والزبونية على حساب الكفاءة، والعلم في العديد من القطاعات الحيوية في الدولة.

وقال عصيد في تدوينة، على حسابه في فايسبوك، إن نبوغ البروفيسور منصف السلاوي في الولايات المتحدة الأمريكية « جعله يحظى باهتمام رئيس أقوى دولة في العالم، ما جعل اسمه يحتل الصفحات الأولى في المنابر الدولية، سواء في العالم المتقدم، أو في بلدان الجنوب ».

وأضاف عصيد: « لعله من الأمور المؤسفة أن الناس لا ينتبهون إلى فداحة هجرة الأدمغة من بلادهم المغرب، إلا عندما يبرز أحد أبناء جلدتهم في بلد ما »، مشيرا إلى أنه يغادر المغرب كل عام الكثير من الأطر المغربية، التي « تحمل معارف ثمينة وتتوفر على خبرات هامة، وكفاءات عالية، جعلتها تحظى باهتمام، وقبول الدول الأكثر تقدما، التي توفر لها كل الشروط المطلوبة للعمل المنتج، والعيش الكريم ».

ورأى عصيد أن الأطر لا تغادر البلاد فقط بسبب انعدام فرص الشغل، أو توفر راتب ضئيل مقارنة بالدول الأجنبية، لافتا الانتباه إلى أن « الكثير من الدكاترة اللامعين في مختلف التخصصات العلمية تهرب رغم توفر تلك الفرص في المغرب لأسباب مختلفة ».

وذكر أن من أبرز أسباب « هروب الكثير من الدكاترة اللامعين »، عدم الشعور باهتمام الإدارة بمواهبهم، ومقترحاتهم، وبغيرتهم على القطاع، الذي يشتغلون فيه، وبرغبتهم في تطويره، إذ يُفرض عليهم، يضيف المتحدث نفسه « العمل وفق توجيهات قطعية، تستدعي منهم التنفيذ، وليس المشاركة أو الإبداع ».

وذكر، أيضا، انتشار ما سمّاه « البيروقراطية القاتلة »، التي تجعل الأطر تشعر بفقدانها التدريجي لمواهبها بسبب ضيق أفق العمل، ومحدودية المقاربات المعتمدة في التدبير، والتسيير، والبحث، والانتاج، إضافة إلى ضعف بنيات البحث العلمي، وميزانيتها، ومعداتها، ما يجعل الكثير من الأطر، التي تكونت خارج المغرب « تشعر بعدم إمكانية استثمارها لكل طاقتها المكتسبة عبر سنوات طويلة من التكوين المُضني ».

كما رأى الناشط الأمازيغي أن « شيوع الفساد، والزبونية، وأولوية النسب العائلي على حساب الكفاءة، والعلم في العديد من القطاعات الحيوية للدولة »، من بين دوافع هجرة الأدمغة، أيضا، إلى جانب « انعدام المناخ العام للعمل العلمي الجاد بسبب شيوع الخرافة، والجهل في المجتمع، وعدم تقدير قيمة العلم، والعلماء ».

وتابع عصيد قوله: « لا أحد يغادر بلاده باختياره، وإنما يهرب الناس من ظروف القهر، والإهانة، وندرة شروط العمل المطابقة للمعايير المعتمدة دوليا »، مشيرا إلى أنهم يعودون إلى بلدانهم « عندما تتوفر لهم فيها أسباب العيش الكريم، والظروف الملائمة لإظهار مواهبهم بدون شعور بالخذلان ».

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

محمد اضريف منذ 3 سنوات

أمازيغي أو عربي أو صحراوي أو أندلسي ...كلنا مغاربة ، لم هذه العنصرية والقبلية !؟؟!

مواطن منذ 3 سنوات

حان الوقت كي نرى في هجرة الادمغة نعمة و ليس نقمة. مستوى التطور الاقتصادي لبلدنا له دور حاسم و لكن لا ينبغي ان ننفي عوامل اخرى اجتماعية كرغبة الشباب في السفو و اكتشاف مجالات مختلفة و كذلك الظروف الخاصة لكل انسان و الدكتور السهلاوي عبر عنها صراحة عندما قال غادرت للولايات المتحدة لألحق بصديقتي. كم من فرنسي و الماني و اسباني و ياباني في الولايات المتحدة و بريطانيا و استراليا. وماذا عن الذين بقوا في بلدانهم بالرغم من ما جاء به السيد عصيد، هل هم ابطال لانهم صبروا على الظلم و الفساد؟ هنالك بعض الظواهر التي بحاجة للدراسة الاجتماعية الرصينة و ليس تحميلها مواقف سياسية نصفي بها حساباتنا.

التالي