لا نعرف هل في هذه البلاد انسان عاقل واحد يمكن أن يسرّه هذا “الطرّ” الذي يضرب للمغرب في العالم، بشرقه وغربه، بعد الاعتقال والاتهام غير القابل للتصديق للصحافي عمر الراضي، بالتهمة نفسها التي اعتقل وأدين بها الصحافي توفيق بوعشرين، ثم الصحافي سليمان الريسوني، بتعديلات طفيفة لا تغيّر من أصل السيناريو، ثم الآن مع الصحافي الاستقصائي عمر الراضي.
في الوقت الذي نحتاج فيه إلى أقصى درجات التلاحم الوطني والإيمان بالقدرة على العبور الآمن والمشترك لمحنة الجائحة التي تزحف علينا، وفيما كان يفترض أن يشكّل العفو الملكي الأخير بمناسبة عيد الأضحى، والذي حمل شحنة كبيرة من الحكمة والتعقّل والتجاوب مع نبض المجتمع، (أن يشكّل) فرصة لرفع منسوب الأمل والثقة، بل والفرحة التي باتت كبيضة الديك في السنوات الأخيرة، لا نعرف لماذا ارتأى البعض أن من الضروري تكدير هذه الفرحة والتنكيد على المغرب، دولة ومجتمعا، وتحويل لحظة ائتلاف وطني كبير، إلى مناسبة أخرى لتسويد صورة المغرب في الخارج وعرقلة كل ما يمكن أن يجنيه سياسيا واقتصاديا من استثمارات وسياحة لو تمكنا جميعا من تقديم صورة إيجابية.
بعد إخراج تهمة الاغتصاب من قبعة الساحر في قضية عمر الراضي، بعد نحو عشر جلسات تحقيق حول تهم التخابر والتآمر، هل مازال هناك من يعتقد ان بإمكانه الإقناع بصحة ما نسب لتوفيق بوعشرين وهاجر الريسوني وعمّها سليمان الريسوني؟