نقطة نظام.. خطوة إلى الأمام

07 أغسطس 2020 - 23:59

مثلما وقفنا في هذا الركن عدة مرات، في الأسابيع القليلة الماضية، لتسجيل مظاهر التردد والغموض والتخبط في تدبير الجانب التواصلي في تصريف القرارات الخاصة بتنفيذإجراءات الحد من انتشار وباء كورونا، لا بد اليوم من وقفة لتسجيل الطريقة الإيجابية والبناءة التي أعلِنت بها الإجراءات الاستثنائية الخاصة بمدينتي فاس وطنجة.

فعكس قرارات تدبّر وتعلن بليل، صدر هذا القرار قبل أكثر من 24 ساعة من موعد الشروع في تطبيقه، وترك، بالتالي، للمواطنين، سواء المقيمون في المدينتين أو الذين يفدون عليهما،الوقت الكافي لتحضير أنفسهم وترتيب شؤونهم الخاصة بما يناسب هذه الإجراءات الجديدة، دون «هروب كبير» ولا صغير.

وليس من باب تبخيس مثل هذا الجهد المقدّر، وما أكثره، إذا قلنا إن قسما كبيرا من التدهور الذي حصل في الحالة الوبائية أخيرا يعود إلى الخلل التواصلي من جانب السلطات. ففي لحظة إعلان تخفيف الحجر الصحي شهر يونيو الماضي، كان لسان حال السلطات، من خلال ما يصدر عن الحكومة، سواء بالقول أو بالصمت، وعن الإعلام العمومي الذياختفت منه الوصلات التحسيسية، وباقي المنصات التواصلية، كل ذلك كان يقول إن جائحة كورونا قد انتهت، وعلينا أن ننطلق جميعا في استئناف لامحدود للحياة الطبيعية وإنعاشالاقتصاد والسياحة

ليس هناك خياران اثنان، فقط، يجعلاننا بين أمرّين، أي الحجر المباغت والشامل، أو ترك الحبل على الغارب، فـ«الرقص مع الفيروس»، كما اخترعته أمم أخرى، يعني البحث عن ذلكالمستوى الأوسط الذي يحافظ على نبض الحياة، دون أن يفلت زمام التحكم في الوباء من أيدي السلطات.

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التالي