المرضى العقليون المصابون بكورونا ممنوعون من العلاج بالأجنحة المخصصة لمرضى كوفيد بمراكش

21 سبتمبر 2020 - 22:00

بعد تسجيل أربع حالات سابقة لداء السل الرئوي به، « كورونا » يقتحم مستشفى « سْعادة » للأمراض العقلية، ضواحي مراكش، فقد أكدت مصادر مطلعة إصابة 7 مرضى، حتى حدود صباح أمس الأحد، في صفوف نزلاء هذا المستشفى، الذين يصل عددهم إلى حوالي 100 نزيل، معظمهم من المشمولين بمبادرة « الكرامة في مجال الصحة النفسية »، التي كانت أطلقتها وزارة الصحة، بتاريخ الخميس 11 يونيو من 2015، لإخلاء أكثر من 800 نزيل من المنازل المحيطة بضريح « بويا عمر »، بإقليم قلعة السراغنة، في الوقت الذي أجريت فيه التحاليل الطبية المخبرية لخمسة مرضى آخرين ظهرت عليهم أعراض الفيروس.

كما أصيبت ممرضة وممرض وحارس أمن خاص يعملون بالمستشفى عينه بالفيروس، ليُضافوا إلى عشر حالات مؤكدة سابقة في صفوف العاملين به، البالغ عددهم 56 ممرضا، بالإضافة إلى 5 أطباء وثلاثة إداريين.

مستشفى « ابن النفيس » للأمراض العقلية والنفسية بالمدينة نفسها ليس أفضل حالا، فقد تم تسجيل 3 حالات إصابة مؤكدة في صفوف نزلائه، حتى حدود صباح أمس الأحد، بينهم نزيل يتردد على هذا المستشفى منذ حوالي ثلاثين سنة، فيما وصل عدد العاملين فيه المصابين بالفيروس،منذ تفشي الوباء، إلى حوالي 12 طبيبا وممرضا، بالإضافة إلى حوالي 8 مستخدمين وحراس أمن خاص.

واستنادا إلى المصادر نفسها، فإن المرضى العقليين العشرة يتابعون علاجهم داخل المستشفيين المذكورين، بعدما تم رفض استقبالهم في الأجنحة المخصصة لمرضى كوفيد بمستشفيي « ابن طفيل » و »ابن زهر ».

وغير بعيد عن مستشفى « ابن النفيس »،تم تسجيل إصابة 22 حالة مؤكدة بفيروس كورونا في صفوف نزيلات ونزلاء دار العجزة، المعروفة بـ »دار البر والإحسان » بحي « الداوديات »، التابع للمجال الترابي لمقاطعة « كَليز »، في الوقت الذي صدر قرار بإلحاق الطبيب الوحيد الذي كان مكلفا بمتابعة الأوضاع الصحية لنزلاء الدار بالمديرية الجهوية لوزارة الصحة، منذ تسجيل الحالات الأولى للإصابة بفيروس « كوفيد-19 » في المدينة.

هذا، وسبق للمكتب النقابي المحلي، التابع للفيدرالية الديمقراطية للشغل، بمستشفى « سْعادة » أن أصدر بيانا، سجل فيه « باستياء وسخط شديدين » ظهور داء السل من جديد في صفوف نزلاء المستشفى المذكور،خاصة نزلاء مصلحة « الرازي »، منددا بعدم تدخل المسؤولين عن قطاع الصحة محليا وإقليميا وجهويا ومركزيا، الذين اعتبرهم البيان بأنهم « يستهترون و لا يأبهون » بخطورة الوضع على باقي النزلاء والموظفين، لافتا إلى أن المستشفى لا يتوفر، أصلا، على الظروف والوسائل لتفادي انتشار العدوى بين المرضى.

وحسب مصادر نقابية، فإن المستشفى الجهوي لطب الأمراض العقلية بالجماعة القروية « سْعادة »، الذي أنجزته مؤسسة « محمد الخامس للتضامن » بتكلفة مالية بلغت 22 مليون درهم (ملياران و200 مليون سنتيم)، وكان الملك محمد السادس دشّنه، بتاريخ الاثنين 7 شتنبر من سنة 2009، يعاني، حاليا، ترديا على مستوى التجهيزات ووسائل العمل، مشيرة إلى انعدام الوسائل العلاجية الخاصة بالنزلاء، وانعدام الإنارة بين مصالح ومرافق المستشفى ليلا، والتسربات المائية المستمرة من السطوح التي تهدد سلامة البنايات، التي تعاني من الشقوق والتصدعات، ناهيك عن الانقطاعات المتكررة للكهرباء والماء الصالح للشرب.

يشار إلى أنه وبعد الاعتصام الذي نظمته بمقر المديرية الجهوية لوزارة الصحة بمراكش، واستمر 135 يوما، سبق للنقابة الوطنية للصحة العمومية، المنضوية تحت لواء الفيدرالية الديمقراطية للشغل، أن نظمت، أيضا، مسيرة احتجاجية، انطلقت من أمام مقر المندوبية الإقليمية للوزارة نفسها بحي « كَليز، باتجاه مقر المديرية الجهوية، الذي شهدت وقفة احتجاجية للمتظاهرين، تناول الكلمة فيها بعض المسؤولين النقابيين، الذين نددوا بما اعتبروه « ترديا للوضع الصحي بالجهة »، خاصة بمدينة مراكش، لافتين، في هذا الصدد،إلى حالتي مستشفى « سعادة » ومستشفى « ابن زهر »..

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي