عمدة فاس يوقف أشغال تحويل «فيلا» استقلالي إلى مشروع استثماري

26 سبتمبر 2020 - 19:00

وجد قيادي بحزب الاستقلال نفسه في قلب ضجة كبيرة بسبب إقدامه مؤخرا على تحويل فيلا بالحي البورجوازي بفاس (طريق إيموزار)، إلى مقهى ومطعم فاخرين، ما فجر غضب جيرانه من سكان الحي الذين نظموا احتجاجات عارمة وصلت أصداؤها إلى القضاء ومصالح ولاية فاس والجماعة الحضرية التي يرأسها القيادي في « البيجيدي » إدريس الأزمي، والذي سارع بداية الأسبوع الجاري إلى إصدار قرار بالتوقيف الفوري للأشغال « بفيلا » القيادي الاستقلالي.

واستنادا إلى المعلومات التي حصلت عليها « أخبار اليوم » من جيران عضو المجلس الوطني لحزب الاستقلال والبرلماني السابق، ورئيس مقاطعة فاس المدينة على عهد العمدة السابق حميد شباط، تفيد أنه يملك « فيلا » تتكون من طابق أرضي وآخر علوي بشارع مولاي رشيد بالحي البورجوازي (طريق ايموزار) بفاس، حيث فوجئ الجيران مؤخرا بأشغال كبرى تنجز داخل فيلا الاستقلالي عزيز الفيلالي، قبل أن يعلموا بأنه بصدد تحويل الفيلا السكنية إلى مشروع استثماري يخص إحداث مقهى ومطعم فاخرين، وهو ما قد ينتج عنه، بحسب الجيران، أضرار لمساكنهم العائلية اللصيقة بفيلا الاستقلالي، حيث ستتحول غرف نومهم ومسابح فيلاتهم في حال تنفيذ المشروع، إلى أماكن مكشوفة لزباء المطعم والمقهى بالفيلا التي تطل على الجيران من كل الجوانب، وهو ما اعتبره المتضررون المحتجون انتهاكا لحرمات مساكنهم، لذلك وجهنا، يقول محمد خالد، أحد جيران فيلا الاستقلالي « شكايات وعرائض إلى السلطات المعنية بمدينة فاس، طالبناهم فيها برفع الضرر الذي سينتج عن هذا المشروع الاستثماري المخالف لتصميم التهيئة المعتمد بهذه المنطقة السكنية ».

من جهته قال عبدالله العبدلاوي، القيادي بحزب العدالة والتنمية ورئيس مجلس مقاطعة أكدال بفاس، والتي توجد بنفوذها الترابي « الفيلا » موضوع احتجاجات جيرانها، (قال) بأن صاحب « الفيلا » عزيز الفيلالي، تقدم إلى المقاطعة بطلب رخصة لإصلاحها، والتي حصل عليها المعني تحت رقم « 2020/26 » تسمح له بناء على معاينة مراقب البناء التابعة للمقاطعة، بإنجاز أشغال إصلاح محددة. كما نصت الرخصة المسلمة لطالبها، يضيف رئيس مقاطعة أكدال، على منع إنجاز أشغال الهدم أو البناء تحت طائلة تعريض صاحب الفيلا للجزاءات المنصوص عليها قانونا، في حال استعماله للرخصة في غير ما نصت عليه من أشغال الإصلاح المذكورة فيها.

وزاد مسؤول المقاطعة التي أصدرت رخصة الإصلاح، أن الاستقلالي مالك الفيلا، بعد حصوله على رخصة الإصلاح، عاد إلى مصالح المقاطعة طالبا رخصة اقتصادية تسمح له بتحويل سكنه إلى مشروع استثماري، حيث طالبناه بعرض ملفه على الشباك التابع للمركز الجهوي للاستثمار بعدما حصلت المقاطعة على تقرير من قائد منطقة الأدارسة، يفيد بعدم وجود أي تعرض على المشروع طبقا لمسطرة « المنافع والمضار » التي سلكتها السلطة المحلية، تعرضه لاحتجاجات جيرانه والذين لاحظوا انجازه لأشغال كبرى بالفيلا، عاد إلى مصالح المقاطعة طالبا رخصة تحويل سكنه إلى مشروع استثماري، حيث طلب منه بعرض ملفه على الشباك التابع للمركز الجهوي للاستثمار بعدما حصلت المقاطعة على تقرير من قائد منطقة الأدارسة، يفيد بعدم وجود أي تعرض على المشروع طبقا لمسطرة « المنافع والمضار » التي سلكتها السلطة المحلية، حيث يوجد هذا التقرير بوثائق الملف، بحسب ما كشف عنه رئيس المقاطعة عبدالله العبدلاوي، وهو ما تسبب في لغط كبير وسط سكان الحي البورجوازي المتضررين، والذين نفوا في حديثهم للجريدة، علمهم بهذه المسطرة التي باشرتها السلطات المحلية كما تقول، كما فندوا واقعة إشهار المشروع الاستثماري الذي يرغب القيادي الاستقلالي إحداثه بحيهم السكني، وذلك عبر تعليق إخبار بذلك لمدة تزيد عن أسبوعين كما تنص المقتضيات القانونية التي تنظم مسطرة الحصول على الرخص الاقتصادية.

من جانبها، كشفت مصادر جيدة الإطلاع لـ »أخبار اليوم »، بأن القيادي الاستقلالي، وبعد إيداع ملفه لدى شباك المركز الجهوي للاستثمار بفاس، نجح في الحصول على رخصة استثنائية موقعة من قبل والي الجهة الذي يرأس لجنة الاستثمار التي تمنح التراخيص الاستثنائية للمشاريع في المناطق غير المسموح بإحداثها طبقا لتصميم التهيئة المعتمد، وهو ما مكن القيادي الاستقلالي، يضيف المصدر ذاته، من استصدار موافقة مبدئية من مقاطعة أكدال بغرض تحويل « الفيلا » إلى مقهى ومطعم.

احتجاجات الجيران ودفعهم بعدم قانونية الاشغال التي يقوم بها جارهم مستغلا نفوذه كما يقولون، حملتها « أخبار اليوم » إلى مسؤولي ومصالح الجماعة الحضرية بفاس التي يرأسها القيادي « بالبيجيدي » إدريس الأزمي باعتبارها صاحبة الاختصاص، حيث صرح لنا النائب الأول للعمدة والمكلف بمصلحة التعمير والبناء، سعيد بنحميدة بأنه « عقب توصل البلدية بشكاية الجيران المتضررين، فتحنا بحثا في موضوع « الفيلا » التي يريد صاحبها عزيز الفيلالي تحويلها إلى مشروع استثماري، حيث وجدنا بأن المعني بالأمر لما حصل على الرخصة الاستثنائية من والي جهة فاس وكذا الموافقة المبدئية والمؤقتة لمقاطعة أكدال، عمد إلى مباشرة أشغال كبرى بالفيلا لتحويلها إلى مقهى ومطعم، وذلك بدون أن يحصل على رخصة البناء موقعة من قبل رئيس الجماعة، وعدم استيفاء جميع المساطر، أولها وضع ملف متكامل يضم التصميم التغييري « للفيلا » منجز من قبل مهندس معماري ومكتب للدراسات، قبل عرضه على لجنة مختلطة يرأسها العمدة ويحضرها ممثلون عن الوكالة الحضرية لفاس وباقي المصالح الخارجية المعنية بالتعمير والبناء، وهو ما لم يحترمه القيادي الاستقلالي، يضيف نائب رئيس عمدة فاس، ما دفع رئيس البلدية إدريس الازمي إلى إصدار قرار عاجل يقضي بالإيقاف الفوري للأشغال، حيث جرى إحالة قرار الأزمي، يردف نائبه الأول، على السلطات المحلية لتنفيذه طبقا لقانون « 66-12″، الذي ينظم مراقبة المخالفات وزجرها في ميدان التعمير والبناء.

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي