عادل بنحمزة يكتب: منطق الدولة

25 ديسمبر 2020 - 23:59

يعد اكتساب مناضلات ومناضلي العدالة والتنمية ثقافة الدولة (هذا الأمر حاصل عند عدد كبير منهم) مكسبا للمغرب، ومكسبا للحركة الإسلامية التي ترغب في الانخراط في المشروع الوطني. لا يتعلق الأمر باكتساب القدرة على التبرير، بل بالقدرة على المشاركة الفعلية في توسيع دائرة اتخاذ القرار ودمقرطة هذه العملية.

العثماني قام بواجبه، واختياره لتلك المهمة يتطابق مع موقعه في الدولة، وقد يكون هذا الاختيار أيضا عملية بيداغوجية لمساعدة الحزب على اكتساب ثقافة الحكم والدولة والتي تمثل مستوى من مستويات السياسة. رحم الله السي عبد الرحمان اليوسفي عندما قال إنه ليس هناك تأمين في السياسة، لذلك، فإن من ينخرط في هذا المسار، يعرف منذ البداية أنه غير مؤمن من المخاطر بكل أشكالها وأنواعها.

وفي منطق الإشارات الذي يتقنه الحكم في المغرب، لا بد من التذكير، مثلا، بأن الراحل الحسن الثاني عندما اعترف المغرب بموريتانيا، كان أول سفير يختاره في نواكشوط هو المرحوم قاسم الزهيري، أحد قادة حزب الاستقلال الأساسيين، وإن كان ساعتها قد غادر الحزب، ولا يخفى على الجميع أن ذلك الاعتراف كان موضوع خلاف بين المرحوم الحسن الثاني وحزب الاستقلال، وعندما اشتدت الأزمة بين المغرب وفرنسا في بداية التسعينيات، بعد تجاوزات مدام ميتران في دعمها للجبهة الانفصالية، قام الراحل الحسن الثاني بتعيين الأستاذ عباس الفاسي (شفاه الله) عن حزب الاستقلال وصهر الزعيم علال الفاسي، صاحب الباع الطويل في محاربة الاستعمار الفرنسي، سفيرا للمغرب في باريس…

السياسة ليست أقوالا فقط، بل هي أعمال ورموز، وهي عمل نسبي من صنف ما لا يدرك كله لا يترك جله.

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

achloum mahair منذ 3 سنوات

من لا يستحي يفعل و يقول ما يشاء لا قيم لا اخلاق لا مبادئ كالانعام

التالي