رشيد أوراز: لا علاقة للتقارب الأمريكي المغربي بتأخر شحنات اللقاح الصيني- حوار

25 يناير 2021 - 00:00

– ما هي قراءتك لتأخر المغرب في الحصول على اللقاحات؟

أعتبره تأخرا طبيعيا جدا، فحتى فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية لم تبدآ بعد فعليا عمليات التلقيح، وهناك العديد من الدول المتقدمة التي تتوفر على إمكانيات مالية هائلة مازالت تنتظر أن تتوصل بأولى الدفعات لبدء عمليات تلقيح ضد هذا الوباء. ومنظمة الصحة العالمية قالت، في نهاية هذا الأسبوع، إنه جرى تطعيم 40 مليون إنسان حول العالم، وهو رقم ضئيل جدا مقارنة بالملايير السبعة من سكان الكوكب. أظن أنه كان هناك تسرع من لدن البعض، بحديثهم بشكل مبكر عن توفر اللقاحات للمواطنين المغاربة، بسبب عدم تقييمهم لكيفية تدبير هذا الأمر على صعيد العالم، وكل التعقيدات والتخبط الذي يعيش فيه العالم منذ بداية تفشي هذا الوباء قبل سنة تقريبا.

– إلى أي حد من الممكن أن يكرس توزيع اللقاحات الهوة بين الدول الغنية والمصنعة للقاح وبين الدول الفقيرة؟

الذي كرس هذه الهوة هو الوباء نفسه، فإذا كانت البلدان الغنية قادرة على تقديم مساعدات لمواطنيها، فالملايين من مواطني البلدان الفقيرة يعيشون الآن ظروفا مزرية. لقد تسبب هذا الوباء في تفشي الفوارق بين الأغنياء والفقراء، لكنه، في المحصلة، سيلحق أذى بالجميع، وسيدفع الجميع جزءا من الفاتورة. هذه المشاكل تسببت فيها أيضا قيادة دونالد ترامب الكارثية للولايات المتحدة الأمريكية خلال السنوات الأربع الأخيرة، وكذا التدبير الذي لم يتسم بالشفافية من لدن الصين للظروف التي ظهر فيها هذا الفيروس، وقد حاولت الصين تلميع صورتها التي تلطخت كثيرا بظهور هذا الفيروس من خلال تسويق لقاحها، لكن أظن أن تلك العملية أيضا فشلت كما فشل اللقاح الروسي أيضا، وهذا سيجعل الحلول لمواجهة هذا الوباء محصورة بين أياي الدول الغربية الغنية فقط، وهو ما سيعفينا من الجواب عن السؤال: هل سيستفيد الأغنياء؟ أولا، لأن ذلك تحصيل حاصل، لكن السوق سيتكفل بإيصال حصص إلى الدول الفقيرة أيضا، ولو أن ذلك سيأتي بشكل متأخر شيئا ما. لكن لا أحد في العالم من مصلحته أن يتأخر الأمر فترة طويلة، لأن التداخل بين الاقتصادات سيحتم على الجميع التعاون لمواجهة هذا الوباء وهذه السنوات العجاف.

– في نظرك، هل انعكس الصراع الجيوسياسي على تأخر حصول المغرب على شحنات من اللقاح؟

لا أظن ذلك، لأننا لم نعد نعيش في عالم ينقسم إلى جزء شرقي وجزء غربي. هذا العالم هو الآن وراءنا. قرأت بعض التحليلات التي تقول إن المغرب لم يحصل على اللقاح الصيني بسبب التقارب الأمريكي المغربي الذي وقع أخيرا، وهذا، في نظري، تحليل لم يقرأ المشهد كاملا. كم من بلد حصل على اللقاح الصيني؟ هل تمكنت الصين من توفير اللقاح لمواطنيها الذين يتجاوز عددهم 1,4 مليار نسمة؟ المسؤولون الصينيون كانوا منخرطين في عملية تسويقية لتلميع صورتهم، وكانوا يستسهلون عملية إنتاج لقاح لمواجهة فيروس خطير عطل الاقتصادات العالمية لما يقرب من سنة إلى حدود اليوم، واللوم يقع على من كان يصدقهم في ذلك. أما ما يخص المغرب، فتوقعي أنه سيحصل بشكل تدريجي على جرعات من اللقاحات، ولن يكون سباقا طبعا، لكنه يجب ألا يعول على منتج لقاحات وحيد كي لا يتأخر كثيرا في هذه العملية. عليه أن يتفاوض من أجل أن يحصل على لقاحات مختلفة، ولو أن بعضها يحتاج إلى تجهيزات لوجيستيكية كبيرة.

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي