حكايات من زمن فات l أُبيّ بن كعب ..أقرأُهم لكتاب الله

17 يونيو 2016 - 17:00
 حلقة اليوم الجمعة، من برنامج “حكايات من زمن فات” يعدها “اليوم24″، عن أحد صحابة رسول الله ﷺ، والذي قيل عنه أنه أَقّرأ الناس بكتاب الله، وهو الصحابي الجليل أُبيّ بن كعب.
 
وكان رضي الله عنه من أوائل من أسلموا، مع الرسول ﷺ، وأحد الاثنا عشر الذين بايعوا الرسول ﷺ في بيعة العقبة الثانية، وبعد الهجرة آخى الرسول ﷺ بينه وبين سعيد بن زيد رضي الله عنهم، وعُرف عن أُبي حفظه للقرآن وحبه لكلام الله وكثرة تلاوته، فكان أحد فقهاء الصحابة، وأحد كُتَّاب الوحي، فقال عنه الرسول ﷺ حيث قال “أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدهم في أمر الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان، وأقرأهم لكتاب الله أُبيّ بن كعب، ..”
 
ومن فضله رضي الله عنه، أن الله عز وجل أمر النبي بأن يقرأ عليه سورة البينة، فقد روي عن رسول الله ﷺ أنه قال لأُبيّ “إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ (لَمْ يَكُنْ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ)، فقَالَ أُبيّ: وَسَمَّانِي؟! فقَالَ ﷺ: نَعَمْ، فَبَكَى أُبيّ من عظمة ذكر الله له.
 
أما عن علمه وتفكره واحساسه بالقرآن، فقد روي عن رسول الله ﷺ  أنه سأله ذات يوم وقال :”يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟”، فقال أُبيّ: “الله ورسوله أعلم، فسأله الرسول ﷺ “،مرة أخرى: “يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟”،  فقال أُبيّ: “اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ”، فضرب ﷺ على صدره وقال: “وَاللَّهِ لِيَهْنِكَ الْعِلْمُ أَبَا الْمُنْذِرِ”
 
ومرة أُخرى يقول له الرسول ﷺ: “ألا أعلمك سورة ما أنزل في التوراة ولا في الزبور ولا في الإنجيل ولا في القرآن مثلها؟” فقال أُبيّ: “بلى”، فقال ﷺ: “فإني أرجو ألا أخرج من ذلك الباب حتى تعلمها”، فقام ﷺ وأخذ بيد أُبيّ يُحدثه حتى بلغ قرب الباب، فذكّره أُبيّ قائلاً: :يا رسول الله، السورة التي قلت لي”، فقال ﷺ: “فكيف تقرأ إذا قمت تصلي؟” فقرأ بفاتحة الكتاب، قال: “هي هي، وهي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيتُه”.
 
وقال أنس بن مالك “جمع القرآن على عهد النبي ﷺ أربعة كلهم من الأنصار: أُبيّ بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد رضي الله عنهم جميعًا”. 
 
وقال ﷺ: “خُذُوا القرآن من أربعة: من ابن مسعود، وأُبيّ بن كعب، ومعاذ بن جبل، وسالم مولى حذيفة”، لذا فقد أسند إليه النبي ﷺ مهمة تعليم الوفود القرآن وتعليهم أمور الدين، وكان النبي ﷺ إذا غاب عن المدينة استخلفه لإمامة المسلمين في الصلاة، لذا فبعد وفاة ﷺ خطـب عمر بن الخطاب فقال: “أيها الناس من كان يريـد أن يسأل عن القرآن فليأتِ أبـيَّ بن كعـب.”
ومن وصاياه :
 
“لا تعترض فيما لا يعنيك، واعتزل عدوَّك، واحترس من صديقك، ولا تغبطنَّ حيّاً إلا بما تغبطه به ميتاً، ولا تطلب حاجةً إلى مَنْ لا يُبالي ألا يقضيها لك”
و”تعلموا العربية كما تتعلّمون حفظ القرآن”
 
تعلموا العلم، واعملوا به، ولا تتعلموه لتتجملوا به، فإنه يوشك إن طال بكم زمان، أن يتجمل بالعلم كما يتجمل الرجل بثوبه.
 
وقد توفي رضي الله عنه في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه، سنة 32 هجريا، بعد أن جمع القرآن الكريم بأمر الخلفية عثمان.

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التالي