ما مفاكينش..

26 أبريل 2017 - 15:30
حامي الدين رئيس منتدى الكرامة لحقوق الانسان - ارشيف

النقاش الدائر داخل فئات واسعة من المجتمع، ولا سيما وسط الشباب حول  المرحلة السياسية الراهنة، هو نقاش حيوي يعكس عودة الاهتمام بتفاصيل الشأن السياسي الوطني، كما أنه يخفي وراءه حجم الآمال التي ينتظرها الناس من الفاعل السياسي.

صحيح أن الطابع التراجعي الذي ميز المسار السياسي لتشكيل هذه الحكومة من الناحية الديمقراطية، خلف نوعا من الإحباط والتشكيك في جدوى الممارسة الانتخابية لدى عينات مهمة من الناس، لكن من المؤكد أن هناك فهما عميقا للإشكاليات البنيوية التي فسحت المجال لتكالب العديد من الأطراف من أجل إفشال تشكيل الحكومة الجديدة، بناء على نتائج اقتراع السابع من أكتوبر تحت رئاسة الأمين العام لحزب العدالة والتنمية الذي بوأه الناخبون المرتبة الأولى، في رسالة واضحة من أجل ولاية ثانية تحت رئاسته..

المهم أن القضية الآن لم تعد قضية حزب العدالة والتنمية لوحده، ولكنها قضية فئات اجتماعية واسعة وأجيال من الشباب، ميزتها الأساسية أنها عابرة للانتماءات الحزبية وللاصطفافات الإيديولوجية وليست منغلقة في أُطر تنظيمية تقليدية، وهي تحمل طموحات مختلفة عن الثقافة السياسية السائدة وسط النخب التقليدية وتؤمن بإمكانية تحقيق التغيير.

الرسالة التي حاول خصوم الديمقراطية بعثها إلى هذه الفئات، هي رسالة الإحباط والتشكيك في فعالية أصواتهم الانتخابية، ودفعهم إلى فقدان الإيمان بجدوى الممارسة السياسية، والانسحاب من ساحة التدافع السياسي والتراجع عن معركة الإصلاح، والتسليم بقدرية الاستبداد والفساد!

قال لي صديقي بائع الخضر في أحد الأسواق الشعبية: « شعرت بالحكرة بعد إزاحة بنكيران.. وفكرت في عدم الذهاب مرة أخرى إلى مكتب التصويت، لكني قلت مع نفسي إذا بقي ناس العدالة والتنمية رجالا لن أتخلى عنهم.. »، وأضاف عبارات من الإطراء والاعتراف في حق الأستاذ بنكيران…

الكرة الآن في ملعب حزب العدالة والتنمية والجميع ينتظر تقييمه المؤسساتي لنتائج هذه المرحلة، ومن المؤكد أن هناك بعض التمايزات الواضحة التي تعكس نوعا من الاختلاف في قراءة معطيات المرحلة الراهنة، التي تستبطن، أيضا، اختلافا حقيقيا في قراءة المسار السياسي الذي أسفر عن تشكيلة حكومية من ستة أحزاب وشخصيات « تقنوقراطية » لا انتماء حزبي لها، بالإضافة إلى بعض الوزراء الذين التحقوا في آخر لحظة بأحد الأحزاب السياسية…

كيفما كان تقييم هذا المسار، فإن الأمل في استمرار مصداقية شعار: « الإصلاح في ظل الاستقرار »، مرتبط بمواصلة أداة إصلاح قوية وفعالة تتمتع باستقلالية قرارها وبيقظة حسها النقدي..

تعرف كيف تدعم الحكومة في اختياراتها الإصلاحية، وتعرف كيف تقول « لا » بكل وضوح، حينما يتعلق الأمر بعكس ذلك، استعدادا لجولة جديدة في معركة النضال من أجل الديمقراطية والكرامة والعدالة الاجتماعية.. وهي جولة آتية لا ريب فيها..

ما مفاكينش..

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

هل يصمت حامي الدين قليلا ... منذ 6 سنوات

ما مفكينش كلمة اكبر من حامي الدين ومن حزب العدالة والتنمية ، حتى وان قالها حامي الدين فانه لا يعرف معناها وابعادها ، لأن الذين قالوا مامفكينش هم ليسوا من العدالة والتنمية هم من طينة اخرى ، لقد سرق بنكيران العديد من شعارات حركة 20 فبراير من اجل إفراغ " ما مفكينش " من كل مضامينها للوصول الى حكومة مثلث اكبر كارثة في تاريخ المغرب بحجم التراجعات عن كل المطالب التي رفعها شباب " ما مفكينش " يمكن لحامي الدين إن يسرق ما شاء له من الشعارات لكن تلك الشعارات فهي متمنعة لأن حملها اكبر من طموحات حامي الدين الذي يسبح داخل حزب بلا بوصلة وهو عبارة عن منشفة جاءت لترتشف كل أحلام المغاربة وطموحاتهم ... في مرحلة كان لمامفكيش حمولتها الصادقة وعذريتها قبل ان يأتي أشباه السياسيين ليفتضوا بكارتها وان يغتصبوا كل أحلام المغاربة ليقول بنكيران بان كل ذلك لم يكن إلا مجرد " طبالة وغياطة وليقفز إلى السطح بشعبوية مبتدلة ... هل سيقتنع المغاربة بكلام التلاعب الذي يلقيه بعض من العدالة والتنمية في البرلمان أو الحكومة ... نعم هناك من المغاربة من لا زال يقول ما مفكينش لكن ليس بنفس الصيغة التي يطرحها حامي الدين الذي يعيش تحت أزمة نفسية بعد الرجة التي وقعت بعد تشكيل الحكومة ... فلو كان حامي الدين مكان الوزير يتيم هل كان سيتذكر كلمة اسمها " مامفكينش " ما هي اللغة التي أصبح يتكلم بها يتيم وما هو حجم كلمات التبرير التي أصبحت تستخرج من الأعماق من قواميس لم تكن ترى أيام " المعارضة " و" النضال النقابي " فهل يصمت حامي الدين قليلا إلى حين يأتي عليه الدور فلربما يكون ناطقا باسم ... فالتعديل الحكومي المرتقب بعد عامين لإدخال حزب الاستقلال بعد إبعاد كل المشاكسين الشعبويين من داخل هذا الحزب وهي ليست إلا مسألة وقت تعيش آخر أطوارها ...

Salim منذ 6 سنوات

مقال عميق يعبر عن تعقيدات المرحلة والتي تتطلب من العدالة والتنمية الانتباه إلى المؤامرات التي تحاك ضده والحفاظ على وحدة صفه والالتحام بالطبقات الشعبية

محمد السعيد / أكادير منذ 6 سنوات

"فهم عميق" "فئات اجتماعية واسعة" "التراجع عن معركة الإصلاح" "التحقوا في آخر لحظة" عبارات ومفردات كبيرة على واقعنا السياسي الحالي . فعلا ف..."هم " فئات واسعة من فئات المجتمع المغربي اشباب منهم والشيوخ "بائعي الخضر" و"الفراشة"في رأس الدرب كانوا يرجون خيرا من"حزب التحق في آخر لحظة" وزكوه بتعاطفهم لا "انتمائهم"لأن معظمهم كانوا "منتمين"قبل الى تلك "البنيات الأديولوجية "التي كانت تطرح برامج اصلاحيةللمجتمع والقتصاد والسياسة.. لكنها اكتوت بنيران "عدوة"حينا و"صديقة"كثيرا حتى تقزمت وأخلت المكان لكم لعلكم تكونوا قدر الأمل والمآل . لكن كما جاء في كلمات أغنية "قطار الحياة" للأستاذ عبدالهادي بلخياط "الصدمة ...كانت ...كبيرة "مشى "الجمال والشباب" وتربعوا الخوت على "الكراسي والمناصب"وخرجوا يولولوا "أين ...أين ".

المتفائل منذ 6 سنوات

ا جري ه جريييييييييي طوالك و ارى ما عندك

أحمد منذ 6 سنوات

تقودون الحكومة وتنتقدون طريقة تشكيلها وما مفاكينش؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ما هذا التناقض

Rbib منذ 6 سنوات

الإصلاح في ظل الاستقرار???????????

اندريج منذ 6 سنوات

ادا كان هناك احباط من الممارسة السياسية وهو موجود فهناك من كان وراء هدا اﻻحباط وهم السياسيون اﻻتتهازيون اوالسياسيون السدح والشعبويون واختيار يائع الخضر ما هو اﻻ نمودج لهدا النمط اﻻخير...ﻻ انتم وﻻ غيركم صالحين لهده المرحلة...فبلدنا الحبيب ليس في حاجة الى اصلاحﻻنه فات اﻻوان ...انه في حاجةالى ثورة هادئة ولكنها حازمة ورصينة يدا في يد مع صاحب الجلالة...وباركة من الشعبوية...

التالي