"مراسلون بلا حدود" ترسم صورة قاتمة عن المغرب

28 أبريل 2017 - 03:00

رسمت منظمة “مراسلون بحدود” في تقريرها السنوي الجديد حول وضعية الصحافة بالعالم، صورة قاتمة عن المغرب، حيث صنّفته في الرتبة 133 من أصل 180 دولة شملها التصنيف. ورغم احتفاظه بالرتبة نفسها التي احتلها السنة الماضية، إلا أن المنظمة المختصة في رصد وضعية حرية الصحافة في العالم، اعتبرت أن المغرب تراجع برتبتين، بفعل إضافة بلدين جديدين إلى قائمة الدول المرتبة.

المنظمة قالت في الفقرة المخصصة للتعليق على حالة الصحافة بالمغرب، إنها تسجّل تدهورا بطيئا، لكنه مستمر في حرية الصحافة بالمغرب، حيث “تمارس السلطات ضغوطات سياسية واقتصادية على وسائل الإعلام المستقلة في المغرب، لثنيهم عن تناول المواضيع شديدة الحساسية”.

مصطفى الخلفي، الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان والناطق الرسمي باسم الحكومة، قال لـ”أخبار اليوم” إن الترتيب الذي قامت به منظمة مراسلون بلا حدود لوضعية الصحافة في المغرب، “غير موضوعي وغير منصف”. وأوضح الخلفي أن التقرير الجديد للمنظمة لم يأخذ بعين الاعتبار “المجهود الكبير الذي بذله المغرب في الفترة الأخيرة في هذا المجال، ومنه المصادقة على إطار تشريعي خال من العقوبات السالبة للحرية”. قوانين الصحافة الجديدة سبق، حسب الخلفي، أن كانت موضوع إشادة من منظمة “مراسلون بلا حدود” نفسها، “كما أن بقاء المغرب في الرتبة نفسها يعني أن المسار الذي يسلكه المغرب ليس تراجعيا، حيث كان المغرب قبل سنوات في الرتبة 138، علما أن بعض الملاحظات التي تسجّلها المنظمة حول المغرب، توجد في كثير من الدول الأخرى التي تستفيد رغم ذلك من ترتيب أفضل”.

وضع مماثل قالت المنظمة إن الصحافة الأجنبية تواجهه بالمغرب، حيث اعتبر التقرير أن هذه الأخيرة تواجه عراقيل كثيرة بمبرر عدم التوفر على ترخيص بالتصوير، لتشهد سنة 2016 عمليات طرد عديدة للصحافيين الأجانب. التقرير يقرّ في المقابل بخلوّ سجل المغرب من أي حالة قتل في صفوف الصحافيين أو المدونين أثناء قيامهم بمهامهم الإعلامية، بمن فيهم المتعاونين الذين يساعدون الفرق الإعلامية. حالة سجن وحيدة تضمّنها التقرير الدولي الجديد في حق الصحافيين بالمغرب، تتعلّق بهشام المنصوري الذين أدين قضائيا وسجن عام 2015، حين كان يشتغل في إطار مشروع لدعم صحافة التحقيقات بالمغرب.

المنظمة صنّفت المغرب في الخانة الحمراء التي تعتبر فيها وضعية الصحافة “صعبة”، وذلك بعد ثلاث خانات أخرى، تتقدمها مجموعة الدول حيث وضعية الصحافة جيدة، ثم مجموعة الدول حيث وضعية الصحافة جيدة نسبيا، ومجموعة الدول حيث تواجه الصحافة مشاكل ملموسة. تصنيف يجعل المغرب في الخانة نفسها مع دول مثل الجزائر والعراق وتركيا، خلف استثناءات قليلة في المنطقة العربية مثل تونس، وقبل دول أخرى صنفت في الخانة السوداء لحرية الصحافة، مثل مصر والسعودية وإيران وسوريا. فيما تصدّرت موريتانيا، ترتيب الدول العربية، واحتلت الرتبة 55 عالميا، تليها تونس التي احتلت الرتبة 97، ثم لبنان التي جاءت في الصف 99.

تقرير المنظمة طغت عليه نبرة متشائمة عموما، حيث اعتبر أن حرية الصحافة في تراجع شامل في العالم. وأوضح التقرير أن انتشارا كبيرا للهجمات التي تستهدف الصحافة شهده العالم في السنة الماضية، موازاة مع صعود “رجال أقوياء” إلى الحكم في الكثير من دول العالم. رجال قال التقرير إنهم ينقلون العالم إلى مرحلة ما “بعد الحقيقة”، والتي تتسم بهيمنة الدعاية السياسية والقمع وترويج الأخبار الكاذبة، بما في ذلك الدول التي توصف بكونها ديمقراطية. وأعطى التقرير المثال بكل من صعود دونالد ترامب إلى الرئاسة في الولايات المتحدة الأمريكية، وحملة الاستفتاء البريطاني حول الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، لإثبات توجه العالم نحو هيمنة الأخبار الزائفة وإخفاء الحقائق والدعاية.

 

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ahmed منذ 6 سنوات

A mon avis pour plus de crédibilité à ces classements il faut faire participer les citoyens qui vivent a l'intérieur du pays et non seulement les associations dont certains membres vivent à l'extérieur . En partie les médias exprimés sur papier sont plus respectés chez nous que les 3 chaînes de tv

التالي