المكاوي: الجيش المغربي يواجه أربعة تحديات كبرى

10 ديسمبر 2017 - 19:11

قال عبدالرحمان المكاوي، خبير في المجال العسكر، إن الجيش المغربي يواجه أربعة تحديات كبرى.

 في رأيكم ما هي أبرز التحديات التي تواجهها المؤسسة العسكرية الآن؟

اليوم، منطقة شمال إفريقية أصبحت منطقة ملتهبة ومشتعلة ابتداء من مصر إلى نيجيريا، ومهددة من طرف عدد من التنظيمات الإرهابية. أما التهديد الثاني، فهو المخطط الغربي لتقسيم المنطقة إلى دويلات، وهذا المشروع لازال قائما، خاصة الجزائر والمصر وليبيا، والمغرب لا يخرج عن هذا الاستثناء.

بالنسبة إلى الخطر الثالث، فيكمن في الجريمة العابرة للقارات التي أصبحت تتوفر على أسلحة وتكنولوجيات متطورة تمكنها من مواجهة الدول وإعلان الحرب عليها، فيما تعتبر الهجرة من جنوب إفريقيا إلى شمالها، هو التحدي الرابع، حيث أصبح من الصعب حماية الحدود ورصد الداخل والخارج منها.

 ما هي أهم محطات الإصلاح التي عرفتها المؤسسة العسكرية؟

منذ تولي الملك محمد السادس الحكم، كان أول ورش بدأه في الإصلاح، ورش القوات المسلحة الملكية، وفي هذا الصدد عمل على إصلاح هذه المؤسسة سواء على مستوى تحسين الكفاءات والترقية داخل أسلاك الجيش، وكذا تحسين الوضعية الاجتماعية لأفراد القوات المسلحة الملكية. أو تجهيز الجيش الملكي بأحدث التقنيات المتطورة، واقتناء أسلحة توازي الأسلحة التي تقتنيها الدول الأخرى في شمال إفريقيا، أو ما أصبح يُطلق عليه « توازن الرعب في شمال إفرقيا »، خصوصا الطرف الجزائري الذي حاول في العديد من المحطات أن يجر المغرب إلى سباق تسلح جنوني على حساب التنمية.

الإصلاحات كانت سريعة ومتطورة، مركزها الإنسان والعقيدة، وتشبيب المؤسسة العسكرية، حيث استطاع العاهل المغربي أن يخلق جوا من التلاقح والامتزاج بين الجيل الأول للاستقلال، والجيل الجديد من الأطر العسكرية. لكن اليوم، المؤسسة العسكرية، وبإحالة كل من حسني بنسليمان وبوشعيب عروب، أعلنت عن بداية مرحلة جديدة، إذ إن الشباب في جميع أسلاك العسكرية وصلوا إلى الخبرة الكافية لتوليهم المهام الكبرى والصعبة. إضافة إلى هذا التشبيب، سمح للقادة الكبار أن يستفيدوا من تقاعد مريح، مع تكريمهم وتشريفهم من طرف ملك البلاد.

هل الإعفاءات الأخيرة هي مؤشر على مرحلة جديدة في المؤسسة العسكرية وقطع مع سابقتها؟

لا أعتقد أن الملك محمد السادس أعفى الجنرالات الكبار للقطع مع المرحلة السابقة، إذ حسب ما أُشيع، فإن الإعفاء كان بطلب منهم لأنهم وصلوا إلى مرحلة عمرية تجاوزت 80 عاما، والإنسان الحكيم هو الذي يبتعد عن الأضواء في الوقت المناسب، فحين يتجاوز المرء مرحلة متقدمة من العمر تقل مردوديته. وهذه فرصة، أيضا، للسماح للشباب بتحمل المسؤولية، والتي أصبحت صعبة في الوقت الراهن في منطقة مشتعلة، في سياق تهديدات الإرهاب والجريمة المنظمة.

وفي هذا السياق رتب الملك محمد السادس هذا التغيير منذ 18 سنة، حيث كانت منهجيته هي التغيير في إطار تلاقح الأجيال دون اصطدام، وفي إطار نوع من الاستقرار والسلم، خاصة أن الجيل الأول، أي الجيل القديم من الضباط، أظهر وفاء كبيرا للمؤسسة الملكية وللوطن، لا يمكن وضعه في مواجهة مع الجيل الجديد.

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي