رفيقي: من البداية كنت أعرف أن الشارف كذّاب

08 سبتمبر 2018 - 00:03

محمد عبدالوهاب رفيقي -باحث في الشأن الديني

ما تعليقك حول التصريحات الأخيرة للسلفي بوشتى الشارف، التي نفى فيها ادعاءاته السابقة بالتعرض للتعذيب غداة اعتقاله سنة 2011؟

أنا متأسف جدا لمثل هذه التصريحات لأنها ستضر بمصداقية آخرين وسيصعب الآن تصديق أي نوع من أنواع التعذيب في هذا الإطار، علما أن هنالك حالات حقيقية وصادقة وليس فيها شيء من الكذب. وبخصوص مسألة بوشتى الشارف كنت أعلم من البداية أن الشخص يكذب، خاصة عند رفضه الخضوع للخبرة الطبية وتأكدت من مصادر قريبة منه في ذلك الوقت أنه يكذب وكنت أتألم ولا أستطيع أن أذكر ذلك، خاصة حينما رأيت تضامن الكثير من الناس الذين دافعوا عنه وتضامنوا معه. رأينا فيديوهات عديدة لشباب دافعوا عنه بكل قوة وآمنوا بروايته وبقصته ورفعوا صوره في المظاهرات التي رافقت حراك 20 فبراير، وللأسف الشديد هؤلاء الذين آمنوا بروايته هم الأولى بأن يعتذر الشارف لهم.

ألا تضرب مثل هذه التصريحات كل ادعاءات التعذيب والاعتقال التعسفي والمحاكمات غير العادلة لمجموعة من السلفيين؟

للأسف الشديد ستضر طبعا بتلك المصداقية، ومن حق الناس اليوم أن يأخذوا حذرهم بعدما صدقوا رواية هذا الشخص، الذي دافعوا عنه بكل شراسة، وفي الأخير يتضح أنه كان يكذب. لكن ما أود الإشارة إليه هنا هو أن وقوع هذه الحالة لا ينفي صدق حالات أخرى كثيرة، ولا ينبغي أن ينقص من حماس بعض المناضلين والمدافعين عن حقوق الإنسان للدفاع عن قضايا حقيقية وقضايا عادلة.

هنالك من اعتبر أن تصريحات الشارف تدخل في إطار تحالف السلفيين مع السلطة ضد الديمقراطية، كما حدث في مصر من خلال حزب النور. ما تعليقك؟

من خلال معرفتي الخاصة، فهذا السيناريو يبدو لي خياليا ولا أساس له في الواقع، لأنه منذ السنة الأولى التي خرجت فيها هذه الفيديوهات وأنا أعلم أنها كذب وغير صحيحة. كما أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال مقارنة الوضع مع الحالة المصرية التي كانت تتوفر على أحزاب سياسية حقيقية. أما ما يسمى بالسلفيين في المغرب، فهي حالات مشتتة وغير مهيكلة وغير مؤطرة. وبالتالي الحديث عن تحالف بين السلفيين والسلطة فيه نوع من الخيال لأن القصة بالأساس فردية تتعلق بشخص بعينه. والأخير كان معتقلا وكان يعلم أنه سيُدان بحكم معين، فكان يبحث عن أي شيء من شأنه أن يساعده للتخلص من ذلك الوضع الذي كان فيه. واليوم، يخرج بهذه التصريحات التي أعتقد أن له أغراضا فردية وشخصية وخاصة به، ولا تتعلق بشخص آخر.

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

التالي