تتابع النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بالحسيمة، المكي الحنودي بتهمة واحدة، هي تحريض الغير على مخالفة قرارات السلطات الحكومية المتخذة في حالة الطوارئ الصحية، وفقا لمحاميه سعيد البشريوي. وأضاف دفاعه في تصريح لموقع “اليوم 24” أن الجلسة الأولى لمحاكمة رئيس جماعة لوطا، ستنطلق يوم السادس من شهر ماي المقبل. وهذه أحدث تطورات قضية أثارت الجدل على الشبكات الاجتماعية حيث كان الحنودي أول رئيس جماعة في البلاد يدعو إلى مخالفة قرار حكومي في زمن الجائحة.
وأنكر الحنودي خلال استجوابه من لدن النيابة العامة أن يكون قد سعى إلى تحريض الغير على مخالفة أي قرار حكومي، وقال وفقا لمحاميه، إن تدوينته “كتبها قبل أن يصدر قرار السلطات بشأن حظر التجول الليلي، ولسوف يلجأ إلى بث تغريدة جديدة بمجرد ما أعلنت السلطات الحكومية عن قرارها بهذا الشأن”.
الحنودي شدد أيضا على أن نيته كانت سليمة، و”لم يكن ينوي بتاتا دعوة أي أحد لمخالفة قرار حظر التجول الليلي”. موضحا أن نيته كانت تتجه إلى “التنفيس على الأهالي فحسب”. وقد طلب من الأهالي وفق ما قال لوكيل الملك، التقيد بالإجراءات المتخذة من لدن السلطات.
وقرر وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بالحسيمة، بناء على البحث المنجز في هذه القضية، وكذلك، أخذا بعين الاعتبار لتصريحات المعني، متابعته في حالة سراح مع أداء كفالة مالية بقيمة 10 آلاف درهم.
وكان الحنودي قد جرى إيداعه السبت، رهن تدابير الحراسة النظرية بمركز الدرك الملكي في إمزورن. وقال شقيقه محمد، لموقع “اليوم 24″، إن المكي ” ظهر بمعنويات مرتفعة، ولقد غادر إلى منزله لأخد قسط من الراحة”.
وتأتي هذه الخطوة في إطار التحقيقات التي أمرت النيابة العامة بالحسيمة بإجرائها مع الحنودي، بسبب تدوينة نشرها في صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، رخص فيها لسكان الجماعة التجول ليلا خلال شهر رمضان، ضدا على قرار الحكومة التي قررت منع التجوال الليلي خلال الشهر المبارك.
وكان رئيس جماعة لوطا، قد عبر عن تمسكه بمواقفه، بعدما قررت النيابة العامة في مدينة الحسيمة، فتح تحقيق في التدوينة التي نشرها، وقال فيها إنه يرخص للسكان بالتجول بالمناطق التابعة للجماعة القروية، التي يرأسها وبارتياد المقاهي في ليالي رمضان المقبل.
وأكد الحنودي، في تدوينة نشرها عبر حسابه في “فايسبوك”، أن البحث والتحقيق لا يخيفه، مضيفا “أحترم النيابة العامة والقضاء، وسوف أجيب بكل وضوح وأريحية”، وتابع قائلا: “نحن دولة مدنية ديمقراطية تضمن حق الاختلاف والتعبير عنه، وحق مناقشة الإشكالات الدستورية والقانونية والإدارية، وطرح القضايا المجتمعية بكل جرأة.
وأكد المتحدث أن له الحق في “التنفيس” عن الأوضاع العصيبة التي تمر منها جميع الفئات المجتمعية بسبب جائحة “كوفيد-19” وتداعياتها، ويبقى الملك هو الضامن الأول للحريات العامة والفردية”، بحسب قوله.
وكان وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بالحسيمة، قد أعلن، أن النيابة العامة قررت فتح بحث في موضوع تدوينة “تحرض الغير على مخالفة قرارات السلطات العمومية المتخذة في إطار حالة الطوارئ الصحية”.
وأفاد بيان لوكيل الملك أن هذا القرار، جاء “تبعا لتداول تدوينة على مواقع التواصل الاجتماعي، يرخص فيها صاحبها للسكان بالتجول بالمناطق التابعة للجماعة القروية التي يرأسها، وارتياد المقاهي من الفطور إلى الساعة الحادية عشرة ليلا خلال شهر رمضان، بعد أن قررت السلطات المختصة حظر التنقل الليلي على الصعيد الوطني، ابتداء من الساعة الثامنة ليلا إلى الساعة السادسة صباحا، في إطار التدابير الاحترازية لتفادي انتشار وباء “كوفيد 19″، والتي تم اتخاذها بمناسبة شهر رمضان”.
وكتب المكي حنودي، رئيس جماعة لوطا، في حسابه الشخصي بـ”الفايسبوك”، “سكان جماعة لوطا الأعزاء والعزيزات، بصفتي رئيسا لجماعة لوطا وضابطا للشرطة الإدارية، حسب القوانين والأنظمة الجاري بها العمل، أرخص لكم بالتجول بتراب جماعة لوطا وارتياد المقاهي، من الفطور إلى الساعة 11 ليلا خلال شهر رمضان”.
وحث رئيس الجماعة المثير للجدل، السكان على الالتزام ببعض الإجراءات الاحترازية الضرورية. وختم تدوينته بالقول: “بيننا وبين الحكومة، المحكمة الإدارية المختصة”.
