بعد حادثة تعرض كل من الأستاذ الجامعي، عبد السلام الإدريسي وشقيقه مروان الإدريسي المحامي المتمرن، لاعتداء من طرف قائد قيادة عامر الجنوبية بسلا، في 12 أبريل، قام الضحيتان في 19 أبريل بوضع شكاية لدى الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالرباط، ضد القائد، بتهمة الاحتجاز، وهدم مبان عمدا بدون سند قانوني، وإهانة هيئة منظمة قانونا، وإفشاء السر المهني، واستغلال النفوذ، والضرب والجرح والتهديد بارتكاب جناية، والسب العلني.
وعلم « اليوم24″، أن الشكاية أحيلت على الدرك الملكي بالجماعة القروية. ويأتي ذلك في وقت تستمر حملة التضامن مع الأستاذ والمحامي، آخرها إعلان المكتب المحلي للنقابة الوطنية للتعليم العالي بكلية الحقوق سلا، تضامنه مع الأستاذ الجامعي الإدريسي، ووقوفه إلى جانبه، فيما سبق للعصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان أن أعلنت تضامنها مع المحامي، ونددت بما تعرض له على يد القائد.
ووقع الحادث حين حلت السلطات المحلية بضيعة فلاحية متواجدة بدوار العيايدة الفوارات عامر الجنوبية، تضم القوات المساعدة وأعوان السلطة، وبعد تفحص مبنى يقول صاحب المشروع إنه عبارة عن غرفة تقنية فلاحية بها معدات وآليات فلاحية معقدة التركيب، سألوا عن الرخصة، فأجابهم أن لديه جميع الوثائق القانونية للغرفة، وأن الأمر لا يتعلق ببناء، إنما « بتجهيز الغرفة بمعدات إضافية وتبليط جزء منها »، فقاموا بهدم سياج الضيعة دون الإدلاء بقرار الهدم، ودون الاطلاع على وثائق المشروع الفلاحي.
وحين حاول صاحب المشروع إيقاف عملية الهدم وتفادي إتلاف الآليات الفلاحية؛ أمر القائد بإخراجه من الغرفة وقال لهم “تهلاو فيه”، فقاموا بسحله فوق الأشواك وعنفوه وحجزوه لساعات، وأخذوا هاتفه وهددوه وروعوه ووضعوه في سيارة الدورية، ونقلوه إلى قيادة عامر الجنوبية بسلا، حيث احتجزوه هناك ما يفوق ساعة من الزمن تحت وابل من السب؛ قبل تسليمه للدرك الملكي، ووجهوا له تهما يقول إنها ملفقة.
أما شقيقه المحامي، فقد انتقل بسرعة إلى سلا، ليجد أخاه داخل سيارة القوات المساعدة في حالة يرثى لها صحيا ونفسيا وجسديا، فقام بتعريف نفسه للسلطة المحلية بكونه محاميا متمرنا بهيئة المحامين بالرباط، فتم منعه من ولوج المكان أو رؤية والده وأخيه، بل إن القائد قام بصفعه بمجرد علمه بأنه محامي.