وجد عبد اللطيف الجواهري والي بنك المغرب، نفسه وسط زوبعة كبيرة من الانتقادات بسبب زلة لسان، وصف فيها الأحزاب السياسية بـ”الباكور والزعتر”، قبل أن يعتذر عنها ويطلب سحبها، حيث عبر عدد من السياسيين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي عن غضبهم ورفضهم للعبارات التي أطلقها الجواهري في حق الأحزاب، في الوقت الذي أيده في ذلك فريق من النشطاء.
وشن نجيب بوليف الوزير السابق والقيادي في حزب العدالة والتنمية، هجوما قويا على والي بنك المغرب، معتبرا ما قاله “كلام سيء جدا من طرف تكنوقراط من المفروض فيهم احترام أنفسهم أولا، ومهامهم المسندة اليهم ثانيا، والاقتصار على تنفيذ ذلك…”.
وأضاف بوليف في تدوينة نشرها حسابه في موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك” “لا يحق لهم استغلال مواقعهم (تقرير خاص، ندوة صحفية خاصة) للتهجم والتنقيص من هيئات دستورية، لا يستقيم أي وضع بدونها”، وزاد مبينا “أن تكون هناك أعطاب ونقائص ووو… عند الأحزاب، فذلك لا شك فيه… والكل يعرفه… لكن أن يتجرأ من هم في مستوى من ذكرت أعلاه، في ظرفية حساسة قبل الانتخابات، فهذا يستوجب منهم توضيحا واعتذارا… وإلا فسنضطر للدفاع عن “الباكور” و”الزعتر”… ولم لا الحديث عن اعطاب السياسات التنموية والنقدية والمالية… وما إلى ذلك… فالسياسيون لهم كامل الحق في التعبير عن ذلك”.
وتفاعل الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع الموضوع المثير، حيث كتب علي المودن معلقا “عمي عبد اللطيف الجواهري في عمرك الآن أكثر من 82 سنة، لا يجب أن تعتقد أنك الوحيد القادر على ذلك المنصب، فالنموذج التنموي الجديد لماذا تحاشى الحديث عن الشيوخ والشياب و”مسامر الميدة”، الذين يقفون حجرة عثرة في وجه الشباب، الذي يحصل على أكثر من 19/20 في نتائج الباكالوريا. اعتذر على الباكور والزعتر ديالك وخلي الناس تخدم، والخير اللي دير فراسك وفهاذ البلاد هو زم فمك”.
فيما كتب الناشط روح السلام دلال، تعليقا ساخرا حول الموضوع، جاء فيه: “الصراحة وصف والي بنك المغرب للأحزاب المغربية بالزعتر والباكور لا يجوز…. #كل_التضامن_مع_الزعتر_والباكور”.
وفي مقابل هذه الانتقادات التي طالت الجواهري من السياسيين والنشطاء المقربين من الأحزاب السياسية، نجد قطاعا واسعا من رواد مواقع التواصل الاجتماعي أيدوا بشكل مطلق ما ورد على لسان الجواهري في وصفه لهذه الأحزاب، وكتب عمر إسرا قائلا: “كلام الرجل معقول، عوض التهجم عليه لأنه قال الحقيقة، فلنشرع في تغيير هذه الحقيقة المزرية. لا ديمقراطية بدون أحزاب، لكن الأحزاب الحقيقية التي تؤدي أدوارها كاملة، والتي يعطي قادتها نموذجا للنزاهة والشفافية، والعمل الجاد والتفاني في خدمة الوطن”.