شهادات مثيرة لعائد مغربي من القتال مع "داعش": حملت السلاح ورغبت في قتل رفاقي المقاتلين

13 يوليو 2021 - 23:59

هي حكاية وقصة عائد ومعتقل سابق، في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية، في أخطر بؤر التوتر والقتال، إنه الشاب المغربي “ب – ع”، في عقده الثالث من مواليد 1993، يسرد من خلالها تفاصيل مثيرة عن الطريقة التي التحق بها للقتال في صفوف “داعش”.
قبل ثماني سنوات، التحق بسوريا وهو شاب صغير، كان عمره وقتها لا يتجاوز 20 أو 19 سنة.

يحكي فيقول، “نحن شاهدنا معاناة الشعب السوري وسقوط ضحايا منه، كان الإعلام يسوق بأن هناك أشخاصا أبرياء يموتون ويحتاجون لمن يساعدهم، ساعتها كنا تحت ضغط الإعلام الذي كان يسوق في العالم  بأن الشعب السوري محتاج للمساعدة، كانت كل الأمور ميسرة للالتحاق ببؤر التوتر بسوريا، لم يكن هناك مانع أو هناك من سيعتقلك، يضيف العائد في شهادته أمام اللجنة الاستطلاعية للعالقين في بؤر التوتر في سوريا والعراق، “كانوا يعرفون أفكارنا ولكنهم لم يمنعونا، أنا ذهبت رفقة صديقين اتفقنا على الذهاب ونصرة إخواننا في سوريا ومساعدتهم”.

قبل ثماني سنوات بالضبط، وتحديدا في سنة 2013، ومباشرة بعد احتفاله بعيد الأضحى وسط عائلته، سيبدأ مشوار رحلته للقتال في سوريا، يقول:”دخلنا سوريا وتم استقبالنا من طرف إخوة مغاربة كانوا هناك، ساعتها سيخضع المقاتل المغربي العائد من سوريا، لتداريب وأشياء أخرى”.

يقول وهو يروي قصته لأعضاء المهمة الاستطلاعية البرلمانية، “رأينا ما لم يره أحد، ليس سهلاً رؤية الحرب والقتل ورؤية الدماء والرؤوس تقطع أمامك مع كل أعضاء الجسم، ذلك لا يحتمل، لم نكن نراه فقط  إلا في الأفلام، نحن عشنا كل هذا”.

لم يكن وقع ما شاهده المقاتل المغربي العائد، سهلا عليه، يحكي فيقول:” ترك فينا ما شاهدناه آثار كبيرة، وأصبنا بجميع الأمراض، وأنا أتواجد ببؤر، مرضت مرضا نفسيا صعبا”.

الحالة النفسية الخطيرة التي أصيب بها “ب – ع”، دفعته إلى حمل السلاح والرغبة في قتل رفاقه المقاتلين الموجودين معه، ما دفعهم يقول العائد إلى:” ربط يدي ورجْلَيَّ بالسلاسل، وذلك لهول ما رأيته، فقد كنا نرى طائرة تقذف برميلا متفجرا يودي بحياة سكان حي بأكمله، كيفما كان عقلك لن يتحمل ذلك، لم أصبر على تلك المناظر ولم أرغب في عيش ما رأيته، وقلت لهم بأنني أريد الخروج”.

ساعتها سوف يقرر تنظيم “داعش” التخلص منه بسبب تفاقم حالته الصحية، يحكي المقاتل السابق في صفوف “داعش”، “لما تأكدوا بأنني مريض، ساعتها قرروا أن يتخلصوا مني لأنني باختصار لم أعد أفيدهم في شيء، وباتوا يتوجسون ويخافون مني، حينها قرروا إخراجي إلى تركيا، وهناك في تركيا عشت معاناة أخرى، تم القبض علي وأنا مريض، عشت التعذيب في السجن، كنت فاقدا للوعي ووجدت صعوبة في التواصل معهم”.

بعد قضائه شهرين معتقلا على الحدود التركية، طلب العائد المغربي، إرجاعه إلى المغرب، وهو الطلب الذي تحقق له.

بدأت رحلة رجوعه إلى المغرب،  بتواصله مع عائلته، التي بادرت بإرسال تذكرة الطائرة إليه، ليتمكن من الرجوع إلى المغرب، لكنه سيصدم باعتقاله من طرف الأمن، يقول العائد المغربي من بؤر القتال مع “داعش”: “رجعت عبر مطار محمد الخامس بالدار البيضاء واعتقلت، فتم التحقيق معي”، ما أثلج صدر العائد المغربي، أنه وجد مساعدات، ولم يتم تعذيبه، أو المساس بكرامته، يحكي قائلا: “قضيت مدة ثلاث سنوات في سجن سلا وسجن تولال 2 وسجن الصومال، قضيت مدة سجني في معاناة، لأن مرضي النفسي عاودني في السجن، وكنت أتعذب بسببه، لم يكن هناك علاج من قبل أطباء نفسيين، بقيت مريضا حتى خرجت من السجن”.

عندما سيخرج المقاتل المغربي في صفوف “داعش” سابقا، من السجن، سيكون على موعد جديد من معاناة أخرى، سيجد نفسه أمامها وحيدا بدون مساعدة من الجميع، كلما هم بالبحث عن عمل تتم مطالبته بالإدلاء بحسن السيرة والسلوك، وهذه الأخيرة لم يكن لدينا الحق في طلبها إلا بعد مرور خمس سنوات، يحكي المقاتل المغربي، ويقول:”أنا أديت ضريبة خطئي في السجن، نحن نؤمن بالثوابت ولا نرغب بأن يمس بلادنا أي مكروه، أديت أنا وأهلي ضريبة خطئي، العائلة كلها تعاني، للأسف لم نجد إدماجا في المجتمع، جميع الصعوبات تعرقل عملنا حتى التجارة أجد صعوبة مع السلطات في امتهانها، أريد الاستقرار وأن أصبح مثل جميع المواطنين، وأتمكن من تكوين أسرة وأستطيع أن أعيل أسرتي في النهاية”.

يحكي المقاتل المغربي في صفوف تنظيم “داعش” المغرر به أمام اللجنة الاستطلاعية التي استمعت لإفادته، إن “الذين مروا بهذا الملف يعيشون معاناة كبيرة جداً”.

المقاتل المغربي العائد من بؤر التوتر، تزوج بأرملة زوجها هو الآخر توفي في سوريا ولديها طفلتان، هذه الأرملة لم تجد من يأخذ بيدها والدولة لم تقم بمبادرة مساعدتها إلا بعدما دخلت اللجنة الاستطلاعية على الخط، يخاطب أعضاء اللجنة فيقول:” يجب أن تتطرقوا لهذه الأمور، هذه الأرملة من سيساعدها وعائلتها تعذبها وقاموا باضطهادها”.

العائد من القتال في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية بسوريا، يرغب من اللجنة أن تساعده ككل المواطنين المغاربة، من أجل الاندماج في المجتمع، ولو من باب تجارته البسيطة، قائلا :”مشاكل كبيرة تعترض سبيلي، أنا أجد مشكلا في السكن، هناك من يقوم باستفزازي لا أرغب في الرجوع إلى ما كنت عليه، التجأت للسلطات لكنها لم تقم بأي شيء”.

المقاتل المغربي يكشف وهو يسرد قصته أمام أعضاء اللجنة البرلمانية الاستطلاعية، بأن جهات تدفع العائدين للعودة إلى سوريا، قبل أن يختم قصته بالقول: “نحن لا نرغب في ذلك نحن طوينا الصفحة ونؤمن بالثوابت المغربية ونعيش مثل الجميع، ننعم بالصحة ولا نطلب أحدا، نريد فقط أن نشتغل الله يحفظكم”.

 

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

التالي