كشفت المعطيات التي أعلنتها وزارة الداخلية بخصوص ترشيحات الأحزاب السياسية للانتخابات المحلية المقبلة، تراجعا كبيرا في عدد مرشحي حزب العدالة والتنمية لهذه الاستحقاقات، والتي بلغت حوالي 50 في المائة، حيث رشح الحزب في انتخابات 2015 الجماعية، 16 ألفا و310 مترشحين، ما مثل نسبة 12,46 في المائة، مقابل 8681 ترشيحا في 2021 ونسبة تقدر بـ5,51 في المائة.

وأثار هذا التراجع الكبير جملة من التساؤلات حول أسبابه ودوافعه، غير أن حزب العدالة والتنمية وقيادته تعتبره نتيجة طبيعية لتضافر معطيات موضوعية وذاتية، جعلت الحزب لا يغطي نسبة كبيرة من الدوائر المحلية ذات الاقتراع الفردي.

وفي تفسير هذا التراجع، قال سليمان العمراني، نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، في اتصال هاتفي مع “اليوم 24″، إن حزبه واجه “تحديات كبيرة في إيجاد مرشحين في الدوائر الفردية للانتخابات الجماعية”.

واعتبر العمراني أن السبب الرئيسي والموضوعي للتراجع “هو أنه كانت هناك ضغوطات رهيبة على مناضلينا ومرشحين محتملين باسم الحزب من هنا وهناك”، وأضاف أن عددا من المناضلين والأشخاص “وافقوا على الترشيح قبل أن يعتذروا في الأخير”.

وأكد العمراني أن تغطية الدوائر الفردية تحدي يواجه مختلف الأحزاب السياسية، و”لا حزب يستطيع أن يغطي جميع الدوائر”، وذلك في محاولة للتقليل من أهمية تأثير هذا الأمر على حزبه والنتائج التي سيحققها.

واستدرك العمراني قائلا: “إلى جانب المعطى الموضوعي الأساسي، هناك المعطى الذاتي الذي كان حاضرا بمقدار في هذا الأمر”، مبينا أن حزبه يعاني من “الضعف في بعض الجماعات، وهناك جماعات أخرى فيها مشاكل حزبية أثرت سلبا”.

وزاد العمراني مؤكدا أن حزب العدالة والتنمية عاش “صعوبات متتالية كان لها أثر داخلي وخلقت صعوبات في بعض المناطق”، في إشارة إلى الخلافات الداخلية التي عاشها الحزب بعد إعفاء أمينه العام السابق عبد الإله بن كيران، وما تلا ذلك من تطورات، وصولا إلى أزمة التطبيع وغيرها من المحطات الخلافية التي مثلت هزات عنيفة نجح في تجاوزها بأخف الأضرار.