تستعد البلاد ابتداء من يوم غد للانطلاق في تطعيم الأطفال ابتداء من 12 سنة باللقاحات المضادة لفيروس كورونا، الأمر الذي أثار تساؤلات ومخاوف عديدة لدى قطاعات واسعة من المواطنين المغاربة.
مرد هذه المخاوف يعود في جزء منه، إلى ما أثارته وسائل إعلام أجنبية بأن خبراء في الولايات المتحدة الأمريكية وفي ألمانيا وعدد من الدول أوصوا بعدم تلقيح الأطفال دون 16 سنة، محذرين من مخاطر تتهددهم.
“اللجنة العلمية والتقنية للتلقيح كانت قد أوصت في وقت سابق بتلقيح الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 12 و17 سنة ضد الفيروس قبيل الدخول المدرسي المقبل، من خلال اعتمادها لقاحي “سينوفارم و”فايزر”، في هذه العملية التي تهم نحو 4 ملايين تلميذ.
وتعليقا على هذا الأمر أكد الدكتور الطيب حَمْضي، الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، أن كثيرا من المعلومات المتداولة بشأن تلقيح الأطفال هي معلومات خاطئة، مشيرا إلى أن دولا غربية عديدة بينها الولايات المتحدة الأمريكية، بدأت منذ أشهر في تلقيح الأطفال الأقل سنا، متراجعة بذلك عن القرار الذي اعتمدته نهاية العام الماضي بحصر التلقيح في الأطفال فوق 16 سنة.
وأكد حمضي وهو رئيس النقابة الوطنية للطب العام بالقطاع الخاص، في تصريح لموقع “اليوم 24″، أن ما دفع هذه الدول إلى تلقيح الأطفال هو درجة الأمان والفعالية العالية التي توفرها العملية، منبها إلى أن تلقيح الأطفال سيؤدي إلى تسريع العودة إلى حياة طبيعية تقريبا في انتظار انتهاء الوباء على الصعيد العالمي.
ورغم تدني نسبة إصابة الأطفال بفيروس كورونا مقارنة بالبالغين، أكد حمضي أن تلقيح هذه الفئة يعود عليها بالنفع كما يسهم في الجهود الرامية إلى تحقيق المناعة الجماعية، حيث أن الأطفال ناقلون للفيروس وإن لم تظهر عليهم أعراض، مؤكدا أن تلقيحهم سيمكن من كسر سلاسل انتقال الوباء.
كما سجل حمضي أنه نتيجة للوفيات المرتبطة بالوباء، فقد أكثر من مليوني طفل حول العالم أبا أو أما أو أجدادا كانوا يعيشون في بيوتهم ويعتنون بهم، مشيرا إلى أنه “إلى غاية الآن، يصبح طفل واحد يتيما في كل 12 ثانية بسبب كوفيد-19”.
واعتبر أن “حماية البالغين هي حماية الأطفال، وحماية الأطفال هي أيضا حماية للبالغين الذين يواصلون السهر على حماية الأطفال ورعايتهم”. كما أشار إلى أن الأبحاث ونتائج التجارب السريرية للأطفال أكدت أمان وسلامة ونجاعة اللقاحات ضد كوفيد-19 بالنسبة للشريحة العمرية ما بين 12 و17 سنة.
ومن التفاصيل التي أثارت بعض القلق، إلزام السلطات للآباء بتوقيع موافقة على تلقي أبنائهم للقاح، الأمر الذي أكد حمضي أنه لا ينبغي أن يثير أي مخاوف، مشيرا إلا أن اشتراط موافقة أولياء التلاميذ مردها إلى عدم بلوغ هؤلاء الأطفال السن القانوني لا أقل ولا أكثر.
وكانت اللجنة البين وزارية برئاسة رئيس الحكومة، قد أعلنت الجمعة، عن تنظيم عملية تلقيح واسعة ستشمل متمدرسي التعليم العمومي والخصوصي ومدارس البعثات الأجنبية الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و17 سنة، وذلك ابتداء من يوم الثلاثاء 31 غشت الجاري.
وأوضح بلاغ مشترك لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي ووزارة الصحة، صدر عقب اجتماع عقدته اليوم اللجنة البين وزارية، أن هذه العملية تهدف إلى ضمان ظروف آمنة لانطلاق الموسم الدراسي المقبل وتحقيق أثر إيجابي على جودة التحصيل الدراسي واكتساب التعلمات الأساسية، مشيرا إلى أنه سيتم الإعلان عن المؤسسات التعليمية التي ستحتضن مراكز التلقيح الخاصة بالفئة العمرية “17-12 سنة”، من خلال البوابة الإلكترونية الرسمية لقطاع التربية الوطنية ( www.men.gov.ma )والمواقع الإلكترونية للأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين والمديريات الإقليمية، وكذا صفحات الوزارة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كما سيتم اعتماد وحدات متنقلة للتلقيح على مستوى العالم القروي والمناطق النائية.