ما الذي جرى حتى تم إبعاد المغرب من رئاسة المجلس التنفيذي لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) بعد إعلان المنظمة عن فوزه؟ وكيف تمت إعادة الانتخاب من جديد في نفس اليوم وإعلان انتخاب مرشح فلسطين دواس تيسير دواس.
تشير مصادر مطلعة إلى أن انتخاب مرشح المغرب الإثنين 6 دجنبر خلال انعقاد الدورة 42 للمجلس التنفيذي للإيسيسكو التي تستضيفها جمهورية مصر العربية، قد تم « طبقا للقانون »، وأنه لا يوجد في قانون المنظمة ما ينص على تنظيم جولة ثانية من الانتخاب، واعتبر المصدر أن ما حدث « مناورة ضد المغرب ».
وحسب المصادر فإنه تم استغلال غياب مرشح المغرب جمال الدين العلوة عن الاجتماع، رغم أن سفير المغرب في القاهرة أحمد التازي، كان حاضرا وألقى كلمة بعد إعلان فوز مرشح المغرب، تقدم فيها بالشكر لجميع الدول الأعضاء لثقتهم في مرشح المملكة، مؤكدا أنه سيعمل على خدمة جميع الدول، وخدمة القضايا الملحة، من خلال التنسيق مع الإدارة العامة للإيسيسكو.
فكيف تم تغيير نتيجة التصويت؟
تشير مصادر إلى أن مرشح فلسطين تقدم بطعن في انتخاب مرشح المغرب الفائز، ويبدو أنه تم قبول الطعن، وجرى الاستناد إلى رسالة من المدير العام للمنظمة تدعو إلى تنظيم جولة ثانية من الانتخاب. ورغم أنه لا يوجد في قانون المنظمة ما ينص على تنظيم جولة ثانية فقد تم اعتبار هذه الرسالة بمثابة سند قانوني. وبذلك جرى تنظيم جولة ثانية، فاز بها مرشح فلسطين، وتم إبعاد مرشح المغرب الفائز.
كل هذا حدث في يوم واحد. ففي صباح يوم الإثنين تم انتخاب جمال الدين العلوة، ونشرت الإسيسكو، قصاصة عن انتخابه تناقلتها وكالات الأنباء العربية، بما فيها وكالة المغرب العربي للأنباء، وفي المساء، أعلنت المنظمة أنه تم تنظيم جولة ثانية من عملية الانتخاب وأعلنت انتخاب مرشح فلسطين.
في عملية الانتخاب الأولى، حصل مرشح المغرب على 22 صوتا، متقدما على مرشح دولة فلسطين، الذي حصل على 16 صوتا، فيما حصلت تيموري ميترا، مرشحة إيران على صوت واحد، فيما انسحب مرشح العراق.
وفي عملية الانتخاب الثانية حصل مرشح فلسطين على 25 صوتا فيما حصل مرشح المغرب على 15 صوتا. وأشار بيان المنظمة إلى أنه تم التوافق على اختيار باقي أعضاء المكتب التنفيذي للمجلس، بحيث تتولى ممثلة جمهورية المالديف منصب نائب الرئيس، وممثل جمهورية غينيا مقررا للمجلس، وتم استبعاد المغرب.
وبررت الإسيسكو في بيان لها اللجوء إلى « جولة ثانية » بتلبية « طلب أغلبية أعضاء المجلس ».
وينتظر أن يكون موضوع إبعاد المغرب باستعمال « مناورات » ضمن نقط جدول الأعمال خلال انعقاد اجتماع للإسيسكو غدا في القاهرة بحضور عبد اللطيف الميراوي، وزير التعليم العالي.