قال محمد بوبكري، المرشح للكتابة الأولى للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إن » القيادة الحالية، بمنح زعيمها إدريس لشكر، إمكانية للترشح لعهدة ثالثة، تكرس الثقافة التسلطية البعثية لهذه الزعامة، التي تصر على التمسك بالسلطة في هذا الحزب، ضدا على إرادة المناضلين الذين ساهموا في بناء ».
حسب تحليل بوبكري، فقد « تحول اتجاه الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية من حزب جماهيري تقوده نخبة مثقفة مستنيرة إلى حزب انتخابي، تتصيد زعامته الفرصة، لتغيير جينات الحزب الوطني الكبير، الذي بني بدماء الشهداء، « بوافدين » جدد مهامهم الموسمية، تقتصر في الانتخابات وفي الوفاء الأعمى لذوي الفضل في استقدامهم لحزب لا تربطهم به صلة لا نضالية ولا تنظيمية ».
وأوضح بوبكري في مقال نشره على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي، أن « منطق « تغول القيادة الحالية، أفرغ الاتحاد الاشتراكي من النواة الصلبة لوجوده والمتمثلة في التدوال الديمقراطي على المسؤوليات، ولم تكن المهمة شاقة أمامها، لكي تستبعد القابضين على جمر الفكرة الاتحادية، وتحويل الحزب لوكالة استقدام للأثرياء الذين يصلحون للتمويلات والتصفيقات دون غيرها ».
المرشح للكتابة الأولى للاتحاد، خلص إلى أن » النتيجة كانت حتمية، في ميلاد نسخة من حزب خال من روح الديمقراطية، ومن قيمها، الأمر الذي قاد إلى تناقص فعاليته السياسية وتراجع دوره من حيث إدماج المواطنين في الحياةالسياسية، وتقلص دوره في الارتقاء الممارسة الديمقراطية، وزيادة امتلاك المواطنين لمزيد من مصادر المشاركة السياسية الفعالة.
ونظرا للضعف التنظيمي لهذا الحزب، فقد بات آخر هموم
زعامته حسب بوبكري، « هي الديمقراطية نفسها، وتطويع النصوص والأنظمة الداخلية خدمة لشغف الاستمرار الذي لن ينتهي إلا بالسلطوية والتسلط، على روح الاتحاد الاشتراكي، الذي حولته سلطوية الزعامة الحالية من حزب لأسرة يسارية كبيرة، لأسرة من المقربين بالدم والولاء الأعمى للمصالح بعد أن كان الاتحاد الاشتراكي بيتا عصي الأبواب والنوافذ، على أثرياء الانتخابات، لقد كان البيت الاتحادي على خطى النقيض فكريا وثقافيا مع فكر هذه الفئة التي وجدت في الزعامة الحالية ملجأ دافئا يحميها.
وشدد بوبكري، أن الاتحاد وفقا لهذه السياسة، « أصبح مجرد هيكل، عاجز عن إنتاج أي فكرة، أو أي قيمة، وأصبح مؤسسة لتفريخ الفراغ الفكري والقيمي، لأن الذي لا ينتج الفكر، ولا المشاريع، لا يمكنه أن ينتج قيمه، ولا يمكنه التجدد بعد أن أصبح رهينة بين يدي زعامة مهيمنة لا ترضى عن الولاء بديلا » يشدد بوبكري.
