وثيقة سرية تكشف خطط جورج بوش لغزو العراق

14 يناير 2022 - 03:00

كشف موقع Middle East Eye البريطاني، في تقرير نشره أمس الخميس، مضمون رواية شديدة السرية حول اجتماع دار بين الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن ورئيس الوزراء الأسبق توني بلير، بخصوص الحرب في العراق ومصير صدام حسين، وذلك في عام 2002.

وقال جورج بوش الابن لتوني بلير في هذا الاجتماع وفقاً للمذكرة التي تضمنت تفاصيل الرواية شديدة السرية التي كشفها الموقع البريطاني، إنه لا يعلم من سيحل محل صدام حسين في العراق بعد الإطاحة به، كما أنه “لم يكترث” لما سيحدث.

وحسب المذكرة، فقد كان الرئيس الأمريكي الأسبق متفائلاً بتداعيات إطلاق غزوٍ بري للعراق، وذلك خلال لقائه مع رئيس الوزراء البريطاني الأسبق عام 2002، أي قبل عامٍ من شنّ الحرب.

كذلك، قالت المذكرة البريطانية، التي كتبها كبير مستشاري السياسة الخارجية لبلير آنذاك: “لم يكن يعلم من سيحل محل صدام إذا تمكنَّا من الإطاحة به. لكنه لم يكترث كثيراً. إذ كان يتحرك بناءً على افتراض أن أي شخص سيكون أفضل من صدام”.

كما كان بوش مقتنعاً بأن ظهور “نظام علماني معتدل” في عراق ما بعد صدام سيكون له تأثيرٌ إيجابي على السعودية والعراق، لكن المذكرة قالت إنّه لم يرغب في التصريح بذلك علناً.

قال كذلك إنّه من الضروري التأكد من أن التحرك ضد صدام سيعزز الاستقرار الإقليمي بدلاً من تقويضه. “ولهذا أكّد بوش للأتراك أنه لا خلاف على تفكيك العراق وإقامة الدولة الكردية”.

خيارات توني بلير في العراق

في حين تُؤكد المذكرة النتائج المركزية للتحقيق العام في الحرب على يد جون تشيلكوت. إذ خلص التحقيق في عام 2016 إلى أن المملكة المتحدة اختارت الانضمام إلى الغزو قبل استكشاف الخيارات السلمية، وأن بلير تعمَّد المبالغة في حجم التهديد الذي يمثله صدام، وأن بوش تجاهل النصائح بشأن التخطيط لما بعد الحرب.

يُذكر أن مَن كتب المذكرة هو ديفيد مانينغ، كبير مستشاري بلير للسياسة الخارجية، وذلك بعد يومٍ واحد من الاجتماع داخل مزرعة الرئيس الأسبق في كروفورد بتكساس، يوم السادس من أبريل 2002.

محادثات على انفراد

لكن، وبعيداً عن بوش وبلير، لم يحضر سوى عدد صغير من المسؤولين في الجانبين، كما أُجرِيَت غالبية المحادثات بين الزعيمين على انفراد.

إضافة إلى المذكرة الأولى، ففي مذكرةٍ أخرى أرسلها مانينغ إلى بلير قبل أسابيع من لقاء كروفورد، قال مانينغ إن مستشارة الأمن القومي الأمريكية كونداليزا رايس، أخبرته على العشاء بأنّ بوش يحتاج بشدة إلى دعم ومشورة بلير؛ وذلك لغضبه إزاء ردود الفعل الأوروبية الأخرى.

في تلك الفترة، كانت خطة شن الحرب سراً مخفياً بشدة حتى عن أكبر الدوائر العسكرية الأمريكية. حيث أشار مانينغ إلى أنّ “خليةً صغيرة للغاية” من القيادة المركزية الأمريكية هي التي تشارك في رسم الخطط، مع إبقاء غالبية المسؤولين العسكريين رفيعي المستوى بعيداً عن الصورة.

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *