{ باعتبارك وزيرة للإعلام في البحرين، كيف تنظرين إلى مواكبة الإعلام الرسمي ما جرى في العالم العربي من حراك؟
< الإعلام العربي ليس إعلاما واحدا. وهذا مؤسف جدا، رغم أننا نمتلك جامعة عربية، حيث من المفروض أن يكون لنا إعلام موحد، على الأقل فيما يتعلق بالقضايا المصيرية. وهذا غير موجود. وكذلك الأمر عندنا في مجلس التعاون الخليجي. إذ من المفروض أيضا أن نتملك إعلاما موحدا ينظر إلى قضايا هذا المجلس الأساسية بطريقة موحدة. لقد صرنا، مع مرور الوقت، نفتقر إلى هذا الإعلام الموحد.
إذن، نحن في حاجة إلى إعلام موحد. لكن أنا أتصور أننا، قبل أن نصل إلى هذا الجسم الإعلامي المتكتل، علينا أن ننتبه إلى التحولات الجارية داخل المجال الإعلامي، بالنسبة إلى الحريات والانفتاح وقبول الفكر الحداثي في الإعلام. هذه هي، في نظري، الركائز الرئيسة، التي عليها نبني الإعلام الموحد، الذي يعنى بأمننا وقضايانا الرئيسية بصفة عامة.
{ هل تعتقدين أن بعض الانزلاقات التي شهدتها بلدان الربيع كانت نتيجة تأثير معين للإعلام؟
< أنا أعتقد أن الإعلام عمل على وجود هذه الانزلاقات. نعم، لقد كان الإعلام مهيأ ومستعدا وممنهجا لحدوث هذه الانزلاقات خلال السنتين الأخيرتين. لا أعتقد أن ما كان يدور في الإعلام جاء بطريقة عشوائية، بل بطريقة منهجية ومعدّة سلفا، حيث فعل فعله في إحداث هذا التغيير، الذي لازال يرج ويتحرك، ولم يثبت حتى الآن، والذي لازال مشهده السلبي مؤثرا في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، الخ.
{ ما هو موقفك من طريقة تغطية بعض القنوات الفضائية، مثل «الجزيرة» و»العربية» والقنوات الإيرانية، لما حدث في البحرين؟
< بصفتي وزيرة الدولة لشؤون الإعلام والمتحدث الرسمي باسم الحكومة، أريد أن أتجاوز هذا الموضوع. لقد عالجنا آثار هذه التغطية الإعلامية المختلفة في دراسة، وحاولنا استخلاص دروس سياسية وإعلامية من أجل تجاوز آثار الأحداث والوقائع التي شهدتها البحرين خلال السنتين الأخيرتين.
أنا أريد، كما قلت، أن أتجاوز هذه المرحلة، وأن أبني بنية إعلامية قوية في البحرين، وأن أمد جسور علاقاتي مع المؤسسات الإعلامية المختلفة داخل بلدي. وأريد أن نخرج جميعا بالمشهد البحريني العام من خلال الإعلام البحريني، ومن خلال صور حقيقية وشفّافة عن البحرين. نحن جميعا لا نريد أن نعود إلى مرحلة خرجنا منها.