سيتم يوم الثلاثاء فاتح مارس بسينما الريف في الدار البيضاء ابتداء من السادسة والنصف مساء، العرض ما قبل الأول لشريط « زيارة » لمخرجته سيمون بيتون ومن انتاج مشترك بين القناة الثانية و La Prod  و Ciné Sud Production.
حسب بيان عن هذا العرض، فإن « زيارة كلمة عربية تعني الرحلة والحج. في المغرب، نستعملها خصوصا في سياق ثقافة الأولياء.
في العديد من الرباطات والأضرحة، نقوم ب »الزيارة » لطلب الشفاء أو البركة أو تقديم مولود جديد أو للشكر على دعاء مستجاب ».
بهذه الكلمات، قدمت سيمون بيتون مشروعها لفيلم « زيارة » وكان ذلك في شهر فبراير سنة 2016.
خمس سنوات بعد ذلك، تم عرضه ما قبل الأول في أحد أهم المهرجانات الدولية للوثائقي وهو المهرجان الدولي للشريط الوثائقي بأمستردام.
هو جولة سينمائية بالنسبة للبعض ودعوة للسفر للبعض الآخر. ليبقى شريط « زيارة » تحقيقا راقيا وحميميا يربط سيمون بيتون بتاريخنا وثقافاته.
وإذا كان الشريط يبدأ من مدينة ساحلية ويمر من إحدى عواصم المغرب السابقة، فإن سيمون بيتون تفضل عبور طرقات الداخل نحو مناطق نائية لاكتشاف الملاح والكنائس اليهودية والمقابر وأضرحة الأولياء الذين غالبا ما يتبرك بهم اليهود والمسلمون على حد سواء.
أثناء التصوير، اعترفت سيمون بيتون بأن شريط « زيارة » مكنها من التصالح مع الدارجة.
وبهذا الكلام الذي يفتح الأبواب والقلوب، تتعدد اللقاءات: مع شابة تحمل شهادة في اللغة أصبحت حارسة ضريح، وشاب أنشأ في الجبل متحفا للثقافة اليهودية لا نعثر عليه في المنشورات السياحية ومع رجل وقور ورث عن عائلته مهمة حراسة مقبرة… وهذه اللقاءات تكشف عن حقيقة هادئة و متناغمة وهي أن الحراس الحقيقيين للذاكرة اليهودية مسلمون.
ودون أن تنظر الى التسامح في أرض الاسلام بشكل مثالي، تقربنا سيمون بيتون من تاريخ طوائف وجماعات مختلطة تشترك في ذاكرة.
ليبتعد فيلم « زيارة » عن الحنين ويصبح شريطا عن الحاضر.
تقول المخرجة: « ليس الأمل في أن يعود اليهود ولكن في أن يتوقف اليهود والمسلمون عن التراشق فيما بينهم. توجد تجربة أخرى غير تجربة المأساة المتواصلة ».
وسيكتشف الجمهور الواسع فيلم « زيارة » في الخانة الوثائقية « قصص إنسانية » على القناة الثانية يوم الأحد 06 مارس ابتداء من التاسعة و 50 دقيقة مساء.
ويذكر أن سيمون بيتون مغربية يهودية مقيمة في فرنسا.