لاجئون أفغان في قطر يرفضون العودة إلى أفغانستان في ظل حكم طالبان

05 مارس 2022 - 06:00

رغم المستقبل الغامض، يصر اللاجئون الأفغان في الدوحة على أنهم لا يريدون العودة إلى بلدهم في ظل حكم المتشددين الإسلاميين، وذلك بعد تلويح حركة طالبان بوقف عمليات الإجلاء على خلفية ظروف إقامة الأفغان الذين غادروا في بلدان أخرى، مسمية قطر وتركيا.

ومع انسحاب آخر الجنود الأمريكيين في 31 غشت 2021 بعد أسبوعين على سيطرة طالبان على كابول، كان قد تم إجلاء أكثر من 120 ألف شخص بين أفغان ومزدوجي الجنسية، من أفغانستان.

وسمح للمئات غيرهم بالمغادرة في رحلات بعد ذلك خصوصا إلى قطر التي مر عبرها نحو 75 ألف أفغاني، وكذلك الإمارات، لكن آخر عملية إجلاء رسمية جوا تمت في الأول من ديسمبر. وتمت عمليات إجلاء بين حين وآخر برا عبر باكستان.

ونهاية الشهر الماضي، أفاد الناطق باسم الحركة ذبيح الله مجاهد بأن طالبان تلقت تقارير تفيد بأن آلاف الأفغان “يعيشون في ظروف سيئة للغاية” في قطر وتركيا.

وتابع “تتحمل الحكومة مسؤولية حماية الناس، ولذا سيتوقف الأمر (الإجلاء) إلى أن نحصل على ضمانات بأن حياتهم لن تكون في خطر” في الدول التي تم إجلاؤهم إليها، قبل أن يعود ويقول إنه سيسمح للذين يملكون وثائق ودعوات، بالسفر.

ورد ا على أسئلة لوكالة فرانس برس، قال اللاجئون وعددهم مائة في مجمع “بارك فيو” الذي يفترض أن يستضيف موظفي بطولة كأس العالم لكرة القدم في قطر هذا العام، إن ظروف إقامتهم مريحة، وإنهم يفكرون فقط في ما يحمله المستقبل لهم.

وقالت ميا كمال الدين، وهي صانعة سجاد هربت مع عائلتها، إن حالة عدم اليقين أضرت بمعنويات كثيرين. وقد فتحت السلطات عيادة للصحة العقلية لمساعدتهم على التأقلم، علما أنه تم نقل مائتي شخص هذا الأسبوع إلى معسكر أمريكي قريب قبل سفرهم للولايات المتحدة.

وأوضحت كمال الدين أن “الأمر صعب بعض الشيء، لكنهم (القطريون) يعتنون بنا بشكل جيد للغاية، وليست لدينا مشاكل في العيش هنا. الأمر يتعلق فقط بعدم حصولنا على تصريح بالخروج”، في إشارة إلى أن مغادرة المجمع تحتاج إلى إذن.

وفتحت السلطات القطرية المجمع أمام الإعلاميين بعيد تصريحات المسؤول في حركة طالبان. وكان اللاجئون نقلوا إلى المجمع المبني على طريقة الأحياء الأمريكية الهادئة، بعد انتقادات كثيرة وجهت لظروف استضافة للاجئين في منشآت في معسكر للطوارئ بقاعدة عسكرية أمريكية.

وقالت ثامينا حيراوي (22 عاما) لوكالة فرانس برس خلال استراحة من عملها التطوعي في حضانة” بارك فيو”، “يمكنني المشي هنا. أشعر بالأمان”.

وتابعت “الوضع هنا أفضل بكثير من البقاء في الوطن والمعاناة بشأن مستقبلك المظلم في أفغانستان”، مضيفة أنها ستعود “بالتأكيد” إلى أفغانستان، لكن فقط إذا لم تكن طالبان في الحكم.

وتشهد أفغانستان أزمة إنسانية كبرى منذ استيلاء حركة طالبان على الحكم في غشت الماضي في أعقاب حرب استمرت عشرين عاما، وتوقف المساعدات الدولية التي تشكل 75 في المائة من الميزانية الأفغانية.

وسبق أن حكمت طالبان أفغانستان بين عامي 1996 و2001، وقد اتسمت فترة حكمها حينها بقمع الحريات.

ولا يزال آلاف الأشخاص يحاولون يوميا التوجه إلى إيران المجاورة بحثا عن عمل أو للتوجه منها إلى أوربا طلبا للجوء.

وشدد مسؤول قطري في تصريحات لوكالة فرانس برس، على “الدور المحوري” الذي لعبته بلاده في النزاع الأفغاني، ومساعدتها لأولئك الذين غادروا، وإرسال مئات الأطنان من المساعدات. وتضم قطر مكتبا لحركة طالبان وقد استضافت جولات حوار أمريكية وأفغانية مع الحركة.

 

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التالي