كيف وجدت نفسك ضمن الرهائن المحتجزين في المركز التجاري «ويست غايت» بنيرروبي؟
< صباح السبت الأخير بينما كنت متواجدا في المركز التجاري «ويست غايت» بالعاصمة الكينية، اقتحمت مجموعة مسلحة تنتمي إلى تنظيم «القاعدة» المركز التجاري، فوجدت نفسي إلى جانب المئات ممن كانوا في المركز محتجزا ورهينة لدى المسلحين. قضيت ساعات طويلة عانيت خلالها الأمرين ومرت خلالها أمامي مشاهد فضيعة، حيث قامت تلك المجموعة بإطلاق النار بشكل عشوائي على المتواجدين في المركز المكون من أربعة طوابق والذين يصل عددهم إلى المئات ولربما الآلاف. عشنا الجزع والقتل ووجدنا أنفسنا وسط مجزرة حقيقية حيث بدأت الأشلاء تتناثر في كل مكان.
كيف تمكنت من النجاة، وهل كنت متخفيا عن المسلحين؟
الرهائن كما أسلفت كانوا يعدون بالآلاف وأنا كنت متواجدا ضمن مجموعة مكونة من عشرة أشخاص من بينهم أمريكي ودبلوماسيان أستراليان وقد تم احتجازنا نحن العشرة في مكان معين، وبعد اقتحام عناصر الأمن للمكان وبدء تبادل إطلاق النار بين رجال الأمن والإرهابيين اغتنمنا لحظة انشغال المسلحين وتسللنا إلى مكان آخر متخف، ولكنه كان قريبا من المكان الذي يتواجد فيه المسلحون، وقمنا بالاختباء تحت الطاولات حيث قضينا هناك مدة ثمان ساعات كاملة، بعدها تدخلت فرقة أمنية متخصصة في مواجهة الإرهابيين ومباشرة بعد ذلك، تمكنا من الفرار من المركز حيث قمت فورا بالتوجه للمطار وركبت أول طائرة لأعود إلى المغرب.
كم كان عدد أفراد المجموعة المسلحة؟
المجموعة تضم أكثر من عشرة أشخاص، وربما 16.
ما نوعية الأسلحة التي كانوا يحملونها معهم؟
أسلحة ثقيلة وجد متطورة. كانوا يضربون بـ»الكلاشينكوف» بشكل عشوائي وبدون انقطاع، ولغاية هذه اللحظة التي أتحدث فيها مازال إطلاق النار مستمرا وما يزال هناك رهائن داخل المركز التجاري، وهنا أود استغلال هذه الفرصة لأعبر عن شكري وامتناني للملك محمد السادس الذي تتبع حالتي خلال تلك الفترة التي كنت محتجزا خلالها.
صف لنا بعض المشاهد التي مرت بك وأثرت فيك خلال ساعات احتجازك؟
ما رأيته خلال ساعات احتجازي في ذلك المركز التجاري كان بشعا إلى أقصى الحدود لدرجة أنني أعجز عن وصفه، مشاهد مروعة جدا… يكفي تخيل مشهد إطلاق النار العشوائي في مكان يضم المئات أو بالأحرى الآلاف من الجنسين ومن مختلف الأعمار والجنسيات، بل إنه أحيانا كان يتم إطلاق النار على كل من يقوم بأقل حركة. كما أسلفت، كانت الأشلاء تتناثر في كل مكان وتحول المركز إلى ساحة حرب حقيقية، وكان من بين القتلى الذين سقطوا أطفال ونساء وشيوخ…أتمنى من الله سبحانه وتعالى أن يفرج عما قريب عن الرهائن الذين مازالوا في المركز.
ما الذي كان يدور في بالك خلال ساعات الاحتجاز؟
منذ أول لحظة سمعت فيها إطلاق النار، علمت أن الأمر يتعلق بمجموعة إرهابية، حينها كنت في الطابق الأول من المركز، مباشرة فكرت في أن هناك مجموعة إرهابية هي المسؤولة عن تلك الطلقات لأن المركز معروف بأمنه ومعروف أنه لم يسبق أن شهد أي حدث. وأنا أشاهد أفراد المجموعة الإرهابية يقتحمون المكان حاملين الأسلحة، فكرت في أنها النهاية لأنهم كانوا يبدون محترفين ويبدوا بأنه قد سبق لهم القيام بعمليات إرهابية أخرى، كل ذلك دفعني للتفكير في أنها لربما آخر اللحظات في حياتي، ولذلك أعتبر نجاتي معجزة.
أنت مدير مكتب وكالة المغرب العربي للأنباء بنيروبي، هل تفكر في العودة إلى كينيا لإتمام مهامك أم أن هذه التجربة ستدفعك لاعتزال منصبك ذاك؟
هذه تجربة مريرة صحيح، ولكنني صحافي وكما تعلمين الصحافي يُعدُّ نفسه دائما لجميع الاحتمالات، مهنتنا هي مهنة المتاعب والمصاعب، ولذلك أنا مستعد لإتمام مهامي وخدمة بلدي، لذلك سأعود إلى كينيا قريبا إن شاء الله.
أسرتك بدورها عاشت تجربة مريرة، ألا يعارضون عودتك إلى كينيا؟
طيلة فترة اعتقالي كنت أفكر في أسرتي، حتى إنه في الوقت الذي تمكنا من التخفي بعيدا<span style="letter-spacing: -0.1px; "