لماذا لم تصنف منظمة الصحة العالمية "دلتاكرون" متحورا يدعو للقلق؟

20 مارس 2022 - 01:00

أعلنت منظمة الصحة العالمية في التاسع من مارس الجاري، اكتشاف العلماء لمتحور جديد من فيروس كورونا. سُمي بشكل غير رسمي « دلتاكرون »، لأنه مزيج من متحوري « دلتا » و »أوميكرون ». ولا تصنفه المنظمة حتى الآن كـ « متحور مثير للقلق ».

وظهرت حالات إصابة بـ « دلتاكرون » في أوربا والولايات المتحدة وأمريكا الجنوبية. ومع ذلك، لا يزال العلماء وخبراء الصحة غير متأكدين من العوامل الحاسمة لهذا المتحور الجديد، خاصة ما إذا كان قابلا للانتقال بدرجة عالية أو مقاوما للقاحات، أو ما إذا كان يتسبب في أعراض شديدة.

اكتشفت أولى حالات الإصابة بـ « دلتاكرون » في فرنسا في يناير 2022، وجرى التأكد من هذا. ومنذ ذلك الحين، ظهرت حالات أخرى في بلجيكا وألمانيا والدنمارك وهولندا، وفقًا لمعلومات من منصة « غيسيد »، وهي منصة على الإنترنت يتبادل عليها العلماء من جميع أنحاء العالم المعلومات الجينية المتعلقة بفيروس كورونا.

وفي الآونة الأخيرة، لوحظت حالات إصابة بـ « دلتاكرون » في المملكة المتحدة والولايات المتحدة والبرازيل. ولا يزال عدد الحالات المرتبطة بهذا المتحور منخفضًا للغاية: اعتبارًا من 15 مارس الجاري، وتم تقديم 47 عينة فقط من متحور « دلتاكرون » إلى منصة « غيسيد »، 36 منها من فرنسا.

ورغم أن هذه ليست معلومات قاطعة، فإن حقيقة أن عدد حالات « دلتاكرون » لم يرتفع بشكل كبير خلال الفترة من يناير إلى مارس الجاري، يمكن تفسيرها على أنها إشارة أولية إلى أن هذا المتحور ليس أكثر قابلية للعدوى من « دلتا » و »أوميكرون ». وتأتي المزيد من البيانات التي تدعم هذا الرأي من دراسة لم تُنشر بعد أعدها باحثون في « هيليكس »، وهي شركة خاصة تعمل في مجال التسلسل الجيني في الولايات المتحدة.

وحلل العلماء أكثر من 29,000 عينة إيجابية للإصابة بفيروس كورونا جُمعت خلال الفترة بين نوفمبر 2021 وفبراير 2022، وهي الفترة التي انتشر فيها « دلتا » و »أوميكرون » بكثافة كبيرة في الولايات المتحدة. لكن من بين كل هذه الحالات الإيجابية، كانت حالتان فقط مرتبطتين بـ « دلتاكرون ».

واستنتج معدو الدراسة أن حالات الإصابة بهذا المتحور، في الوقت الحالي، « نادرة » و »لا يوجد دليل على أن مزيج « دلتا-أوميكرون » يؤدي إلى فيروس أكثر قابلية للعدوى مقارنة بسلالات « أوميكرون » المنتشرة ».

كيف تختلط المتحورات؟

قال عالم الفيروسات فيليبي نافيكا، الذي يعمل في مؤسسة « فيوكروز » البرازيلية- وهي مؤسسة أبحاث للصحة العامة، لموقع « بي بي سي » إن المتحورات التي تتحد لتشكل سلالة جديدة ليست شيئا نادرا أو غير متوقع، مضيفا أنه من المحتمل أن يكون هذا  » قد حدث بالفعل عدة مرات مع سلالات أخرى. لكن نظرا لأن متحورات فيروس كورونا، لم تكن مختلفة تماما عن بعضها بعضا في البداية، فقد أصبح اكتشاف ذلك أكثر صعوبة ».

وتابع نافيكا « الفيروسات تتطور باستمرار، وظهور متحورات جديدة ليس بالضرورة أمرا سيئا. نحن الآن بحاجة لتقييم وفهم تأثير ذلك على الوباء ».

وشهدت الأشهر القليلة الماضية، انتشارا مكثفا لمتحورين من فيروس كورونا: « دلتا وأوميكرون ». ويمكن أن يصاب الفرد في وقت واحد بكلا المتحورين، عند الاتصال بأشخاص مصابين في حانة أو في وسائل النقل العام أو في أي مكان مزدحم آخر.

ويمكن أن يصيب المتحوران خلية واحدة في الوقت نفسه. نتيجة لذلك، تحمل المتحورات الجديدة من الفيروس الخصائص الجينية لكل من « دلتا « و »أوميكرون ». وفي حالة « دلتاكرون »، لاحظ العلماء أنه يحمل البروتينات الشوكية لمتحور « أوميكرون » و »جسم » متحور « دلتا ».

ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح ما إذا كان هذا « المزيج » من سلالتين مهمتين من فيروس كورونا يمكن أن يسبب حالة أكثر خطورة، مع زيادة احتمال دخول المستشفى أو الوفاة. ولا توجد أيضا معلومات حول ما إذا كان بإمكان المتحور الجديد الهروب من المناعة التي يكتسبها الجسم بسبب إصابته بالعدوى أو تلقيحه من قبل.

هل هناك أسباب تدعو للقلق؟
دعت سلطات الصحة العامة الوطنية والدولية إلى الهدوء في ما يتعلق بهذا المتحور الجديد. وحتى الآن، لم تصنف منظمة الصحة العالمية ولا هيئة المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض متحور « دلتاكرون » على أنه متغير مثير للقلق.

وتصنفه منظمة الصحة العالمية حاليًا على أنه « متحور تحت المراقبة ». وأكدت ماريا فان كيرخوف، القائد التقني لمنظمة الصحة العالمية بشأن فيروس كورونا في مؤتمر صحفي في التاسع من مارس الجاري، أنه « لم تلاحظ أي تغييرات في الوباء أو شدة المرض المرتبطة بهذا المتحور ». وقالت فان كيرخوف: « لسوء الحظ، نتوقع رؤية المزيد من الفيروسات المعاد دمجها، إذ أن التغيير بمرور الوقت هو بالضبط ما تفعله مسببات الأمراض هذه ».

ودعا عالم الفيروسات فيليبي نافيكا، الناس للتحلي باليقظة، باستكمال جدول التطعيم بالجرعات الموصى بها، واستمرار الالتزام بالتدابير الوقائية كغسل اليدين وارتداء القناع، لأنها ما زالت تؤدي إلى تقليل احتمال الإصابة بأي متحور من متحورات فيروس كورونا.

عن موقع « بي بي سي » بتصرف

 

 

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي