لاجئون أفغان يرون مستقبلا ضبابيا في الولايات المتحدة

22 مارس 2022 - 04:00

في حي تاريخي في بوسطن، ما زال إسرار وسيدة يحاولان الاستقرار بعد أشهر من فرارهما من أفغانستان. باشرا العمل فيما يتعلمان اللغة الإنجليزية وينتظران مولودهما الأول. لكن طريق حصول الزوجين الشابين على وضع قانوني دائم، مليء بالصعوبات.

ورغم أنه عمل مترجما فوريا لصالح الجيش الأمريكي، تم إجلاء إسرار وزوجته إلى الولايات المتحدة لأسباب إنسانية، وهو « وضع قانوني هش »، وفقا لمنظمات إعادة توطين، يوفر إقامة لمدة عامين فقط.

بعد رحلة شاقة، استغرقت أشهرا نقلتهما من كابول إلى بوسطن مرورا بقطر وواشنطن وقاعدة عسكرية في تكساس، استقر الزوجان في مطلع هذا العام في حي تشارلزتاون في بوسطن، حيث أخذهما زوجان تحت جناحهما، وقد أصبحا بالنسبة إلى إسرار وسيدة بمثابة والديهما.

وقال الشاب البالغ 26 عاما عن طلبه للحصول على وضع مهاجر « والدي يعمل على ذلك. لقد وجد لي محاميا متطوعا ». وكان إسرار جمع كل وثائقه بعناية، قبل أن يتوجه إلى مطار كابول مع بدء عمليات الإجلاء الفوضوية في أواخر غشت الماضي. وكانت سيدة (23 عاما) تحمل بعضا منها، معتقدة أن طالبان لن تفتش أو تضرب امرأة.

لكنها تعرضت للضرب على طول الطريق لدرجة أنه لم يكن بإمكانها مواصلة السير. فما كان من إسرار الذي تعرض للضرب أيضا، إلا أن ترك كل الأغراض وحملها. وقال لوكالة الأنباء الفرنسية، « فقدت حقائبي ووثائقي المهمة وأموالي وملابسي وكل شيء ». وتمكنا في نهاية المطاف من الصعود إلى طائرة حاملين جواز سفر وبعض الوثائق والملابس التي كانا يرتديانها.

ويواجه الزوجان الآن مسارا غير واضح للحصول على الإقامة الدائمة. ويبقى في الوقت الراهن، تأشيرة الهجرة الخاصة المخصصة للذين ساعدوا الحكومة الأمريكية، أو اللجوء، هما الطريق للحصول عليها، لكن استكمال طلب تأشيرة الهجرة الخاصة أمر معقد، ولسبيل اللجوء تحدياته أيضا.

خفت عملية إعادة توطين أفغان في الولايات المتحدة بشكل كبير بحلول أواخر فبراير الماضي، لكن مع تحول التركيز إلى حرب أوكرانيا وأزمة اللاجئين الجديدة، تحض المنظمات المدافعة عن اللاجئين المسؤولين الأمريكيين على ضمان حصول الأفغان على إقامة دائمة.

وقالت السناتور الديمقراطية إيمي كلوبوشار، إنها تعمل على تشريع في هذا الصدد، فيما أفادت كريش أومارا فيغناراجاه، رئيسة دائرة الهجرة واللاجئين اللوثرية إنها التقت جمهوريين متعاطفين مع القضية أيضا.

وتدعو دائرة الهجرة واللاجئين اللوثرية وجهات أخرى، الكونغرس إلى إقرار قانون التكيف الأفغاني الذي من شأنه أن يمنح الأفغان سبيلا للحصول على وضع مقيمين دائمين في الولايات المتحدة.

ويصعب الحصول على وضع لاجئ، لأنه يجب تقديم الكثير من الأدلة على وجود خوف موثوق من الاضطهاد في البلد الأصلي، والحال أن الكثير من الأفغان أقدموا على إتلاف الوثائق – التي تعد المفتاح للحصول على لجوء بالولايات المتحدة- التي تظهر أنهم تعاونوا مع الأمريكيين لتجنب الأعمال الانتقامية من جانب طالبان، قد تصل للحكم بالإعدام.

وقال رئيس المعهد الدولي في نيو إنغلاند جيفري ثيلمان، الذي ساعد إسرار وسيدة في قضيتهما، إنه يعرف أن محكمة الهجرة في بوسطن ردت طلب هجرة على أساس أن حجة الاضطهاد « عمومية وغير محددة ». وأضاف « لقد تم التدقيق في خلفياتهم وخضعوا لبرنامج التوجيه الثقافي لدينا وأطفالهم الآن في المدارس وهم يحصلون على وظائف… انتزاع هؤلاء الأشخاص من هذا البلد ورميهم في حالة عدم اليقين هذه هو أمر غير منصف ».

يشعر إسرار وسيدة بالارتياح والامتنان لحصولهما على « فرصة جديدة » في الولايات المتحدة، لكنهما يشعران بالقلق على الذين بقوا في أفغانستان. وقال إسرار « هناك مسؤوليات كثيرة على كاهلي ». لكنه يأمل في أن « تأتي عائلتي إلى هنا ذات يوم ».

 

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي