أفادت صحيفة La Vanguardia الإسبانية، أن الغاز الطبيعي الذي يستورده المغرب من إسبانيا عبر خط أنبوب الغاز “المغرب العربي” مصدره من الولايات المتحدة الأمريكية.
وأوضحت الصحيفة، أن الشحنة الأولى من الغاز الطبيعي المسال القادمة من أمريكا نحو المغرب، تم تفريغها أولا في محطة إعادة تحويل الغاز المسال إلى غاز في “بلباو” ليتم حقنها لاحقًا في خط أنابيب الغاز المتجه إلى المغرب. غير أن المصدر نفسه، لم يشير إلى هوية الشركة المكلفة بذلك.
أظهرت بيانات من شركة إيناجاس التي تدير شبكة الغاز في إسبانيا الأربعاء الفائت أن الغاز الطبيعي بدأ يتدفق من إسبانيا باتجاه المغرب عبر خط أنابيب كان قد توقف عن الضخ في نونبر وسط خلاف دبلوماسي بين المغرب والجزائر، بحسب وكالة رويترز.
وأفاد متحدث باسم إيناجاس، أن عملية التصديق تضمن أن هذا الغاز ليس من أصل جزائري.
وكانت الجزائر حذرت إسبانيا من إعادة تصدير الغاز الجزائري إلى المغرب بعد أن قررت عدم تمديد لتصدير الغاز إلى إسبانيا عبر خط “أنابيب المغرب العربي”، الذي يمر بالمغرب.
وتشهد العلاقات الدبلوماسية بين اسبانيا والجزائر أزمة دبلوماسية غير مسبوقة، عقب إعلان الحكومة الإسبانية تأييدها لمقترح الحكم الذاتي الذي يطرحه المغرب كحل لقضية الصحراء المغربية، وهو ما ترفضه الجزائر التي تعد مورد الغاز الرئيسي لها.
وتدرس الجزائر، زيادة في سعر الغاز المصدر نحو إسبانيا؛ بحسب ما أعلن عنه وزير الطاقة والمناجم، محمد عرقاب، في تصريحات إعلامية حديثة.
وفي وقت سابق كان الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك توفيق حكار، قد قال إنه لا يستبعد مراجعة أسعار الغاز مع الشريك الإسباني في ظل ارتفاع أسعار هذه المادة في السوق الدولية.
وأوضح حكار في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية، أن الجزائر قررت منذ بداية الأزمة في أوكرانيا التي أدت إلى انفجار أسعار الغاز والبترول الإبقاء على الأسعار التعاقدية الملائمة نسبيا مع جميع زبائنها. غير أنه لا يستبعد، حسبه، إجراء عملية مراجعة حساب للأسعار مع زبوننا الإسباني”.
بعد هذا التصريح، كشفت صحف إسبانية، عن اعتماد مدريد على الغاز الأمريكي، والذي يكلف أقل من نظيره الجزائري رغم تكلفة نقله عبر المحيط الأطلسي.
وازداد في الأيام الأخيرة الاحتدام في الأزمة الجزائرية الإسبانية، خاصة بعد تجميد الجزائر لمعاهدة الصداقة وحسن الجوار الموقّعة في أكتوبر 2002.