في سياق العمل الديبلوماسي لمجلس المستشارين بأمريكا الوسطى والجنوبية، تم  أمس الإثنين استقبال رئيس برلمان مجموعة الأنديز  » فيديل إسبينوزا  » بمعية وفد كبير يمثل مجلس برلمان الدول المنضوية في هذا الاتحاد  وهي الشيلي، بوليفيا، كولومبيا، الأوروغواي، الإيكوادور.

وبعد الاستقبال الرسمي بدار الضيافة بولاية جهة العيون الساقية الحمراء من طرف والي الجهة عبد السلام بيكرات، الذي قدم شرحا وافيا عن المشاريع التنموية الكبرى التي دشن انطلاقتها جلالة الملك محمد السادس في احتفالات ذكرى عيد المسيرة الخضراء سنة 2015 من العيون، والتي أصبح أغلبها واقع يستفيد مواطنو الجهة من خدماته فيما تخطت أشغال ما تبقى منه 90 في المائة .

بعد ذلك انطلق الوفد في زيارة ميدانية للمرافق والمنشآت الطبية والرياضية والترفيهية والاجتماعية لمدينة العيون، ليتوج ذلك بزيارة لمقر جماعة العيون، والتي كان في استقبالهم بها رئيس الجماعة مولاي حمدي ولد الرشيد .

وعلى الساعة الرابعة انطلقت الأشغال الرسمية التي ترأسها النعم ميارة، مرحبا بالضيوف معبرا لهم عن سعادته بهم في أرض السلام والحوار والتعايش، بلدكم الثاني المملكة المغربية .

ثم تقدم بمعطيات عامة حول ما تزخر به العلاقات المغربية الأندينية من مؤهلات كبرى وواعدة، أكد من خلالها على تحمله من موقعه البرلماني التشريعي، مسؤولية رصدها وإرساء القنوات الكفيلة باستثمارها .

 

 

وفي السياق ذاته تطرق النعم ميارة إلى المنجزات التي تمت بمدينة العيون وشاهدها الوفد البرلماني من خلال قوله، « ولاشك أن زيارتكم للمشاريع الاقتصادية والاجتماعية بمدينة العيون قد مكنتكم من الاطلاع على مؤهلاتها الاقتصادية والثقافية والسياحية وما تنعم به المنطقة ككل من مجهود تنموي، لمجرد جزء من نهضة شاملة تعرفها باقي المناطق بالمملكة المغربية إلى جانب الخطوات والإنجازات التي حققها الشعب المغربي على درب توطيد تجربته الديمقراطية، وبناء دولته الوطنية المستقرة تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله على كافة المستويات.

 

وقبل اختتام كلمته أشار إلى العلاقات القوية التي توجت بانضمام المغرب كعضو ملاحظ لدى منظومة دول الأنديز في الثامن من يوليوز 2020، ومؤكدا لضيوفه على أن اليوم ومن أرض الصحراء المغربية نخلد معكم الذكرى الرابعة للقرار التاريخي الذي اتخذتموه، وهو القرار الذي عبرتم فيه عن قناعتكم الإنسانية العميقة بضرورة وضع حد لإنهاء المأساة التي يعيشها أطفال ونساء ومواطنون في مخيمات تندوف والوقوف ضد كل من يتاجر بآلامهم ومعاناتهم، من خلال دعمكم الصريح والنبيل للمبادرة المغربية للحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية، تحت السيادة الترابية والوطنية للمملكة المغربية، معتبرين إياه الحل الواقعي وذا المصداقية لإيجاد حل لهذا النزاع المفتعل.

لينهي النعم ميارة كلمته مشيرا إلى الجزء الثاني من هذا اللقاء بقوله، « ندوتنا المشتركة حول واقع وآفاق التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري والأمن الطاقي ليوم الثلاثاء المقبل بمقر مجلس المستشارين بالبرلمان المغربي، إلى جانب ندوة يوم الخميس حول الأمن الغذائي ستشكل الفضاء الأمثل لاستعراض هذه الفرص والإمكانات بشكل أدق وأوسع.

بعدها، فسح المجال لأعضاء مجلس البرلمان الأنديني لعقد جمعه العام، والذي تم تأريخه في سجلات برلمان هذه المجموعة، كأول جمع للبرلمان خارج أمريكا اللاتينية.

وعبر الوفد البرلماني الأنديني عن شديد سعادته وإعجابه، بما شاهده من عمران وازدهار كبير بعاصمة جهة العيون الساقية الحمراء، وخصوصا مقر النادي النسوي والعدد الكبير للملاعب الرياضية المنتشرة بجميع أحياء المدينة، وكذا رونق المعمار المغربي الذي بنيت به المكتبة الكبرى بالعيون، كما تمكن الوفد من زيارة بعض الساحات والمنشآت المهمة التي تخطت في مجملها 90 في المائة من أشغال البناء، وذلك من قبيل كلية الطب ومدينة المهن والكفاءات، والمركز الاستشفائي الجامعي .