فازت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس، الاثنين، بمنصب زعيمة حزب المحافظين لتتولى رئاسة الحكومة الجديدة للمملكة المتحدة، خلفا لبوريس جونسون، منهية بذلك أزمة سياسية عاشتها البلاد على مدى أشهر.
تراس، التي تبلغ من العمر 47 عاما، باتت هي رابع رئيس للحكومة منذ الاستفتاء الخروج من الاتحاد الأوروبي “بريكست”، وثالث سيدة تشغل هذا المنصب بعد مارغريت تاتشر وتيريزا ماي.
اسمها الكامل هو ماري إليزابيث تراس، ولدت بأكسفورد في 26 يوليو 1975، درست في مدرسة حكومية في ليدز، وهي من أبوين يؤيدان حزب العمال، بتوجهات يسارية، ودرست السياسة والاقتصاد والفلسفة في جامعة أكسفورد.
انتقلت العائلة إلى اسكتلندا عندما كانت تراس تبلغ من العمر 4 سنوات، وذهبت إلى مدرسة ويست الابتدائية في بيزلي، رينفروشاير، ثم مدرسة راوندهاي، وهي مدرسة عامة في ليدز.
وفي سن الـ18، درست السياسة والفلسفة والاقتصاد في كلية ميرتون، أكسفورد، حيث كانت رئيسة حزب الليبراليين الديمقراطيين في جامعة أكسفورد، ومن ثم غيرت ولاءها وانضمت إلى حزب المحافظين عام 1996، وهو العام ذاته الذي تخرجت فيه وأصبحت مديرة تجارية في شركة “شل”، وعملت لاحقا كمدير اقتصادي لشركة اتصالات “كابل ووايرليس” لتصبح محاسبة إدارية مؤهلة.
تزوجت تراس من محاسب آخر، هيو أوليري، عام 2000 ولديهما ابنتان، ودخلت السياسة بشكل احترافي عندما قدمت ترشيحها عن حزب المحافظين في جنوب غربي نورفولك في الانتخابات العامة عام 2010، وفازت بالمقعد وشغلته منذ ذلك الحين.
قصة تراس مع السياسة ورئاسة الوزراء تعود للطفولة، حيث أنه في سن السابعة لعبت ليز تراس دور رئيسة وزراء بريطانيا السابقة مارغريت تاتشر في مسرحية مدرسية، لكن على عكس رئيسة الوزراء المحافظة التي فازت بأغلبية كبيرة في الانتخابات العامة في ذلك العام، لم تحقق تراس أي نجاح، وخلال سنة 2018 تذكرت تراس دورها في المسرحية قائلة: “انتهزت الفرصة وألقيت خطاباً صادقاً في الاجتماع الانتخابي لكن انتهى بي الأمر من دون الحصول على أي أصوات. حتى أنا لم أصوت لنفسي”.
وكما كان متوقعا ، فازت وزيرة الخارجية أمام زميلها وزير المالية السابق ريشي سوناك بعد تصويت بالبريد مخص ص لأعضاء حزب المحافظين بدأ في أوائل يوليوز، على إثر استقالة بوريس جونسون الذي حاصرته فضائح متكررة.
حصلت تراس على 81326 صوتا (57%) مقابل 60399 صوتا لمنافسها (43%)، وفقا للنتائج التي أعلنها غراهام بايدي المسؤول عن تنظيم التصويت.
ولكن تراس، التي ظلت وفية حتى النهاية لبوريس جونسون في الوقت الذي سجلت فيه استقالات بالعشرات من السلطة التنفيذية في بداية يوليوز، ستدخل داونينغ ستريت في سياق اقتصادي واجتماعي متفجر بسبب تضخم يتجاوز 10% وارتفاع في فواتير الطاقة يخنق العائلات والشركات والخدمات العامة.
ويأتي توقيت هذه المهمة الصعبة قبل عامين من الانتخابات التشريعية، بينما تأمل المعارضة العمالية التي تتفوق بشكل واضح في استطلاعات الرأي، في إزاحة المحافظين الموجودين في السلطة منذ العام 2010.