حذر الخبير الدولي في علم النبات ومهندس المياه والغابات موح رجدالي، من المخاطر البيئية لتعويض المساحات الغابوية المحروقة بأشجار مستوردة.
وقال رجدالي في حديث مع موقع (اليوم24) “يستحسن تفادي اللجوء إلى أشجار دخيلة ومستوردة، مشيرا إلى أن تجديد الغابات وتأهيلها باعتماد الأصناف الشجرية الأصلية لا يعدله حل آخر بفعل تأقلمها مع مختلف مكونات محيطها الحيوي من مناخ وتربة وأصناف نباتية وحيوانية لعقود.
وأضاف الخبير الدولي بأن الأصناف الأصلية “تملك القدرة على التكيف التدريجي مع تغيرات العوامل الطبيعية وبعض الآفات الكونية ومقاومتها، كما أنها تشكل مَأْوى ملائما لتنوع بيولوجي مهم أن من الناحية الاقتصادية أو الاجتماعية أو البيئية”.
إن الواقع قد يَفرض في بعض الأحيان اللجوء إلى الأصناف الدخيلة، حسب رجدالي، من أجل تعويض الغابات المتضررة بسبب الحريق (او التدمير) أو من أجل تحقيق حاجة اقتصادية كالحصول على خشب ضروري(أو موارد نباتية) لصناعة معينة وغيره.
غير أن هذه الأصناف الدخلية، حسب مهندس المياه والغابات، “وإن كانت لها ايجابيات حيث أنها تنمو بسرعة وتلبي بعض الاحتياجات الاقتصادية على الأمد القصير، إلا أن غرسها يتسبب في أضرار بيئية كثيرة، حيث أن الغابات المحدثة بأشجار دخيلة كغابات الصنوبر والأوكاليبتوس والأكاسيا المتعارف عليها ببلادنا، لا تنبت في الشجيرات والأعشاب الثانوية والنباتات الحولية التي عهدناها في مختلف مناطق بلادنا، كما تكاد تخلو هذه الغابات من الوحيش.
الأشجار الدخيلة، يتابع الخبير الدولي “تشتهر بكونها مضخات مائية، بالنظر إلى حاجتها إلى الماء وخصوصية جذورها الضاربة في الأعماق مما يتسبب في استنزاف الفرشة المائية، ويقع معها ذلك ولو كانت مغروسة في مناطق جافة، حيث تمتلك هذه الأشجار القدرة على استخراج الماء حتى من الطمي والطين، وهو ما ييتسبب في انقراض النباتات الموجودة بجوارها لأنها لا تجد الماء لتستمر في الحياة.
كما أن هذه الأشجار، يوضح رجدالي على غرار نباتات أخرى برية أو زراعية أو مستعملة في مجال الزينة والمناطق الخضراء، “تفرز مواد بيوكيميائية تمنع إنبات ونمو أو توالد النباتات الأخرى، وهي الإفرازات “التي تأتي في غالبيتها من الأوراق إذ توجد بعض الأنواع من النباتات التي تفرز تلك المواد من الجذور أو اللحاء- قشرة الجذع”.
جدير بالذكر أن المساحات الغابوية التي شهدت حرائق هذه السنة تجاوزت 10 آلاف و 300 هكتار، سيتم بموجب اتفاقية إطار إعادة تشجير حوالي 9330 هكتارا من الأشجار المثمرة.