قال تقرير للمعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية، إن السمعة الداخلية للمغرب، والتي تعكس التصورات التي يكونها المغاربة عن بلدهم، عرفت تحسنا كبيرا سنة 2022.
وعزا التقرير هذا التطور، إلى كون السنة التي نودعها تميزت بنجاحات ملحوظة على المستوى الدبلوماسي، والتي ساهمت في تعزيز الشعور بالافتخار الوطني لدى المغاربة.
المغاربة الذين تم استجوابهم يعتبرون أنهم يعيشون في بلد يسود فيه الأمن، ويتميز بساكنة طيبة ومضيافة وتراث ثقافي غني، ويعتبرون أيضا، أن المغرب ملتزم فعليا مع المجتمع الدولي حول القضايا الحيوية للإنسانية، وأنه نشط في مجال حماية حقوق الإنسان والبيئة ومكافحة تغير المناخ.
وعلى العكس من ذلك، أبرزت الدراسة أن المغاربة أكثر انتقادا لبلدهم من الأجانب فيما يتعلق بالاستعمال الناجع للموارد العمومية، والأخلاق والشفافية، والبيئة المؤسساتية والسياسية، والرفاه الاجتماعي، وجودة المنظومة التربوية.
حسب التقرير دائما، فإن سمعة بلد ما، تقاس أيضا بمستوى الجاذبية التي يمكن أن يمارسها على السياح ورجال الأعمال والشركاء التجاريين والطلبة الأجانب، وبقدرته كذلك على اجتذاب الأجانب الراغبين في الإقامة والعمل فيه.
لذلك فإن التقرير، يكشف أن المغرب لايزال يعد في نظر مواطني بلدان مجموعة السبع بالإضافة إلى روسيا، من البلدان التي يرغبون في زيارتها والمشاركة، إذا تأتى لهم ذلك، في التظاهرات التي قد تقام على أرضه واقتناء سلعه وخدماته. غير أن التعبير عن هذه الرغبة لا يكون بنفس الحدة عندما يتعلق الأمر بالدراسة في المغرب، وذلك على الرغم من تسجيل بعض التحسن على هذا المستوى.
فحسب التقرير ذاته، فخلال 2021 و2022، وباستثناء توصيات العمل والدراسة بالمغرب، التي ظلت مستقرة، يضيف التقرير، فإن جميع السلوكيات الداعمة للمغرب قد سجلت تراجعا، بالمقارنة مع المتوسط العالمي، وينظر إلى المملكة كوجهة سياحية ومكان للاستجمام والترفيه، أكثر مما ينظر إليها كفاعل اقتصادي.
وفي جانب آخر، احتلت المملكة المغربية، خلال سنة 2022، المرتبة 32 من حيث السمعة لدى بلدان مجموعة الدول السبع بالإضافة إلى روسيا، وذلك من بين 72 دولة التي جرى تقييمها. وعلى غرار الدورات السابقة، فإن المملكة تتمتع بصورة دولية إيجابية على العموم.
وجاءت كل من سويسرا والدول الاسكندنافية ونيوزيلندا وأستراليا وكندا في صدارة البلدان ذات السمعة الخارجية القوية. بينما جاءت كل من روسيا والعراق وإيران وباكستان والصين والمملكة العربية السعودية وإثيوبيا ونيجيريا ونيكاراغوا وكولومبيا وبنغالدش والجزائر وفنزويال في ذيل الترتيب.
وأبرز التقرير، أن سمعة المغرب في بلدان مجموعة السبع بالإضافة إلى روسيا تُعادل سمعة كل من الولايات المتحدة الأمريكية وأندونيسيا، وهي أفضل من سمعة كوريا الجنوبية والفيتنام والتشيلي ودول مجموعة بريكس (البرازيل، روسيا، الهند، الصين وجنوب إفريقيا)، وتتجاوز سمعة تركيا وكذا سمعة كافة البلدان العربية والإفريقية.
وفي الوقت الذي بقيت فيه سمعة المملكة خلال السنة التي نودعها إيجابية في كل من أستراليا ومصر وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، فإنها عرفت تراجعا في إسبانيا ونيجيريا وكوريا الجنوبية والسويد، وبنسبة أقل في الجزائر.
وسجلت سمعة المغرب، بين عامي 2021 و 2022، تحسنا ملحوظا في الصين وهولندا وجنوب إفريقيا وألمانيا.
وعلى العكس من ذلك، فإنها تراجعت في المملكة المتحدة، والهند وتركيا والسويد.
وتكمن مزايا المغرب من حيث السمعة الخارجية في السمات المتعلقة بأبعاد “جودة العيش” و”العنصر البشري”، باستثناء سمة “جودة المنظومة التربوية”.
حسب التقرير دائما، فقد برزت بشكل خاص سمة “الأمن”، بعد “جودة العيش”، باعتبارها تشكل إحدى نقاط قوة سمعة المملكة بالخارج.