الحارس جوليو سيزار منقذ البرازيل

28 يونيو 2014 - 20:51

 وبعد 28 سنة كانت الاقدار مختلفة لجوليو سيزار اخر حمى عرين بلاده وحملها الى ربع نهائي مونديال 2014 على ارضها.


كان قلب الدفاع جوليو سيزار دا سيلفا بعمر الثالثة والعشرين عندما انطلق وسدد مرة صاروخية ارتدت من اسفل القائم الايمن لمرمى بطل الحصة انذاك باتس, ما منح لويس فرنانديز فرصة تسجيل ركلة الفوز 4-3 بعد تعادل الفريقين 1-1 في الوقتين الاصلي والاضافي.

وفي مباراة السبت في بيلو هوريزونتي قدم الحارس جوليو سيزار سواريس دي اسبيندولا, ابن الرابعة والثلاثين, واحدة من مباريات عمره, فصحيح انه بقي هادئا باستثناء القليل من الصدات امام التشيلي اليكسيس سانشيس ورفاقه, الا انه خرج من قمقمه وصد ركلة سانشيس وقبلها ركلة ماوريسيو بينيا الذي هز ايضا عارضته في الدقيقة الاخيرة من الوقت الاضافي.

بعد خروج البرازيل مع نجومها زيكو وسقراطيس اللذين اهدرا ركلة جزاء واخرى ترجيحية على التوالي في تلك المباراة, وقعت البرازيل بفخ بركلات الحظ مرة جديدة, لكن القدر ابتسم لها في نهائي 1994 على حساب الطليان 3-2 فاحرزت لقبها الرابع في تاريخها, ثم هولندا 4-2 في نصف نهائي 1998 عندما تأهلت الى النهائي وسقطت امام فرنسا زيدان 3-صفر.

وفي الرحلتين الناجحتين, تألق الحارس كلاوديو تافاريل, الاولى في 1994 امام ديميتيرو البرتيني, دانييلي ماسارو وروبرتو باجيو الذي اهدر ركلة لم ينجح في نسيانها حتى الان, و1998 امام فيليب كوكو ورونالدو دي بور.

سار جوليو سيزار على خطى تافاريل ونفض غبار ركلة سيزار "الاول" بصده ركلتين حسمتا مواجهة الدور الثاني امام الجار التشيلي في اميركا الجنوبية.

اختار جوليو سيزار مواجهة القدر بحراسة مرمى المنتخب البرازيلي في نهائيات كاس العالم بعد 64 عاما من مواطنه مواسير باربوسا حارس مرمى مباراة +ماراكانازو+ والخسارة امام الاوروغواي التي منحت الاخير اللقب عام 1950.

كان جوليو سيزار صاحب 84 مباراة دولية, على شفير الاعتزال قبل 3 أعوام بسبب عروضه المخيبة وهفواته القاتلة وهو الذي اعتبر فترة طويلة أحد أفضل حراس المرمى في العالم.

اضطر الى ترك انتر ميلان الايطالي بعدما أحرز معه كل الالقاب الممكنة وانتقل الى صفوف كوينز بارك رينجرز الانكليزي من الدرجة الثانية حيث فشل في فرض نفسه أساسيا في التشكيلة, فقرر في شباط/فبراير 2014 الرحيل الى تورونتو الكندي الذي يشارك في الدوري الاميركي للمحترفين, وهنا أيضا اهتزت شباك جوليو سيزار اكثر من المباريات التي لعبها (9 أهداف في 7 مباريات).

لحسن حظ جوليو سيزار انه ينتمي الى "عائلة سكولاري" حيث قرر المدرب لويز فيليبي سكولاري تجديد الثقة في خدماته منذ استلامه مهمة تدريب السيليساو عام 2012. ومنذ بداية المونديال الحالي وجوليو سيزار يؤكد انه عند حسن ظن مدربه والثقة التي وضعها فيه من خلال عروضه الرائعة خصوصا تصديه الرائع لتسديدة ايفان بيريسيتش في الدقائق الاخيرة امام كرواتيا, ثم تصديين في المباراة امام المكسيك.

نال المخضرم سيزار (احتياطي عام 2006 وأساسيا عام 2010) نصيبه من الانتقادات قبل المونديال وكان النقاد والجمهور والمسؤولون يتخوفون من مستوى الحارس المخضرم بيد انه اصبح الان احد نقاط القوة في صفوف السيليساو.

ويرى جوليو سيزار في كاييه (11 عاما) ابنه من سوزانا ويرنر الصديقة السابقة لزميله رونالدو أفضل هداف في تاريخ المونديال بالتساوي مع الالماني ميروسلاف كلوزه, دعما كبيرا, وقال "بعد المباراة امام المكسيك, قال لي ! أهنئك أبي, قمت بصدتين رائعتين".

شهدت البرازيل على مر التاريخ حراس مرمى رائعين بدء من جيلمار الذي ساهم بإحراز لقبي مونديالي 1958 و1962 مرورا بتافاريل المتوج باللقب العالمي الرابع عام 1994 في الولايات المتحدة, وصولا الى ماركوس صاحب اللقب عام 2002 في كوريا الجنوبية واليابان.

بيد ان حارس مرمى واحد لا ينساه البرازيليون ابدا لم ينجح في الظفر باللقب العالمي هو مواسير باربوسا والذي يرتبط اسمه بكارثة "ماراكانازو" عندما خسرت البرازيل مباراتها الاخيرة في المونديال الذي استضافته امام الاوروغواي 1-2 امام جمهور قياسي 173850 متفرج.

يريد جوليو سيزار الان الفوز بلقب المونديال لكسب رهان حراسة مرمى السيليساو, والنجاح بما فشله به باربوسا وجوليو سيزار.
 

شارك المقال

شارك برأيك
التالي