الطالبي العلمي: التفاوت الكبير في إيقاعات التنمية قد لا يسعف في تحقيق التماسك الاجتماعي المتوخى

21 فبراير 2023 - 14:00

قال راشيد الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب، اليوم الثلاثاء، إنه “إذا كان لابدَّ من قاطراتٍ، قطاعية ومجالية، تجر قطار التنمية، فإن التفاوت الكبير في إيقاعات التنمية قد لا يسعف في تحقيق التماسك الاجتماعي المُتوَخى”.

وأوضح العلمي في الجلسة الافتتاحية لأشغال المنتدى البرلماني الدولي السابع للعدالة الاجتماعية، أن هناك “ضرورة العدالة المجالية المؤطرة والمتمفصلة مع العدالة الاجتماعية”.

وشدد العلمي أن “الممارسات والتجارب التاريخية، أثبتت أن ما من أمة  نهضت وتقدمت دون أن تَضَعَ في صُلْبِ رِهَانَاتِها الإنسان، ودونَ أن تستثمرَ في الرأْسمال البشري تعليمًا وتثقيفًا وتكوينًا وترفيهًا، ومن حيثُ توفيرُ الخدماتُ الاجتماعية بالجودة المطلوبة”.

وشدد رئيس مجلس النواب، على أن “التمكينُ الاقتصادي والاجتماعي للإنسان والشُّغل المُدِرُّ للدخل، والمُطَمْئِنُ على المستقبل، هو مَا يُيَسِّرُ مشاركتَه في التنميةِ والإنتاجِ، وفي تدبيرِ الشأن العام”.

وأضاف العلمي، “مأسسة للتدخلاتِ العمومية في الخدماتِ الاجتماعية، نجحتْ بلادُنا في توفيرِ التغطيةِ الصحية لأزيدَ من 23 مليون فردٍ، يستفيدونَ من هذَا النظامِ بشكلٍ مُمَأسَسٍ ومُنَظَّمِ يَكْفُل الخدمةَ العموميةَ الصحيةَ في إطارِ ضوابطَ قانونيةٍ عصرية”.

واعتبر العلمي أن “الأمر يتعلق أيضا بثورة هادئةٍ في العرض الصحي والتَّغطية الصحية في بلادنا، وبمشروعٍ يُكَرِّسُ التضامن والتعاضد والتماسك الاجتماعي، ويعطي للحق في الصحة معناه الملموس، ومن شأنه أن يُحَسِّنَ من مؤشرات الخدمة الصحية وَيُحْدِثَ تغييراتٍ إيجابية في علاقة المواطن بالمرفق العمومي”.

ويرى المسؤول البرلماني، أن ثمة جُهدًا ضروريًا ينبغي بذْلُه وسياساتٍ عموميةً ينبغِي تنفيذُها، وإمكانياتٍ ماليةٍ وبشريةٍ وتجهيزاتٍ ينبغي توفيرُها لنَكْسِبَ رِهَانَنَا الاستراتيجي مِمَّا نحن بِصَدَدِ تحقيقِه، أي تحقيقُ دولةِ الرعايةِ الاجتماعية”.

وتحدث العلمي عن “ازدهر خطاباتُ الاِنْطِوَاءِ والتعصبِ، وَرَفْضِ الآخر، والتطرف، والنزعات الانعزالية”، مضيفا، “وتلكم ظاهرة عالمية لا يسلم منها، لَرُبَّمَا، أَيُّ مجتمع، وهنا تُطْرَحُ مسألةُ استبطان القيم الاجتماعية الإيجابية، قِيَمُ الانتماءِ للوطن، والتَّضَامُنِ والتعاضد، والإنتاجِ والعملِ والمبادرةِ والابتكارِ والتنافُسِ الشريف، والاستحقاقِ، وعدم الاتكالية”.

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *