مؤتمر "عالم الصيادلة" يتنقد تجاهل الحكومة وإقصاء الصيدلي من المشاركة في بلورة السياسة الصحية 

28 سبتمبر 2025 - 17:00

عقدت جمعية عالم الصيادلة المغاربة « إم فارما »، يوم أمس السبت 27 شتنبر 2025، الدورة الثامنة لمؤتمرها الدولي حول موضوع العمل الإنساني للصيدلي تحت شعار « الصيدلاني والعمل الإنساني ».

وفي هذا الصدد، قال المشاركون في الدورة الثامنة للمؤتمر الدولي لجمعية عالم الصيادلة المغاربة، إن دور الصيدلي أساسي لإنجاح أي سياسة في المجال الصحي، منتقدين المقاربة المعتمدة من قبل الجهات الحكومية الوصية على القطاع التي تتجاهل الصيادلة وتقصيهم من المشاركة في بلورة سياسة صحية فعالة.

وفي هذا السياق، شددت حسناء مموني، رئيسة الجمعية، في كلمتها الافتتاحية للمؤتمر،  على أن « الصيدلاني يقوم بأدوار طلائعية في خدمة المجتمع. ولا تقتصر هذه الأدوار على ما هو مرتبط بمزاولة المهنة، من قبيل الإنصات للمريض والاستماع لهمومه وتقديم النصائح الناجعة له، بل يتجاوز الأمر أحيانا فضاء الصيدلية إلى ميادين أخرى يبذل فيها الصيدلاني الجهود تلو الجهود من أجل يد العون وتقديم المساعدة لذوي الحاجة ».

وقالت حمموني في كلمتها على أن دور الصيدلاني يتجاوز فضاء الصيدلية ليشمل ميادين أخرى، خاصة في مجال العمل الإنساني، مشيرة إلى الجهود التي بذلها الصيادلة، بالتنسيق مع السلطات المحلية، خلال الكوارث الطبيعية الأخيرة، وخاصة زلزال الحوز بالمغرب وإعصار دانيال في ليبيا.

كما سلطت الضوء على « البصمة البارزة » للصيادلة في قطاع غزة، حيث يواصلون تقديم المساعدات والدواء والطعام والماء في ظل « حرب الإبادة، » وكشفت عن اغتيال جيش الاحتلال الصهيوني لـ 83 صيدلانيا في استهداف ممنهج للأطر الصحية والناشطين في العمل الإنساني ».

وفي شق آخر من كلمتها، انتقدت رئيسة جمعية « إم فارما » ما آلت إليه العلاقة مع وزارة الصحة، مشيرة إلى أن ثمار « عمل مشترك دام سنتين قد أُجهضت »، واصفة مشروع المرسوم الجديد للوزارة بشأن تحديد ثمن الأدوية بأنه « مرتبك » ولا يلتزم بالتدابير المصاحبة الموعودة. كما اعتبرت أن هذا المشروع « لا يبشر بخير »، لأنه لا يجيب عن الإشكالات التي يعانيها القطاع.

وأصدر المشاركون، في ختام المؤتمر، مجموعة من التوصيات الرامية إلى النهوض بالقطاع وحل أزمته، من أبرزها الدعوة إلى مراجعة مشروع وزارة الصحة المتعلق بتحديد ثمن الأدوية، واعتماد « مقاربة تشاركية فعلية مع الصيادلة ».

كما طالب المؤتمر بإحداث نموذج جديد لفائدة الصيدليات لا يقتصر على هامش الربح فقط، و أوصى المشاركون وزارة الصحة بتشديد رقابتها على بيع الأدوية خارج المسلك القانوني.

داعيا المؤتمر ذاته إلى التعجيل بإجراء انتخابات المجالس الجهوية لهيئة الصيادلة، والمطالبة بالتوقف عن محاكمة الصيادلة بمقتضى قوانين تعود إلى عهد الحماية الفرنسية، والمطالبة بتغيير وتجويد هذه القوانين.

الدورة الثامنة للمؤتمر الدولي لجمعية عالم الصيادلة المغاربة، سلطت الضوء على الأدوار الإنسانية للصيدلاني، من خلال تقديم عدد من المبادرات والأحداث التي أبلى الصيادلة فيها البلاء الحسن، مثل الزلزال الذي ضرب منطقة الحوز، والذي قدم خلاله الصيادلة يد العون للمتضررين، سواء بتقديم الأدوية أو الحضور بعين المكان لمواساة الضحايا وتقديم الإعانات والدعم المعنوي لهم. كما لا ينكر أحد الدور الذي اطلع به الصيادلة خلال الأزمة الصحية « كوفيد 19″، والخدمات الجليلة التي قدموها في هذه الفترة العصيبة التي مر منها المغرب على غرار باقي بلدان العالم.

وأوضح المتدخلون أيضا خلال هذا اللقاء، أن الصيدلاني لا يقتصر دوره على صرف الأدوية، بل يقوم بأدوار جليلة، من خلال المساهمة في التوعية الصحية وتقديم النصيحة والإسهام في تنزيل السياسات الصحية.

 

 

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *