نهاية "الرجل الغامض" الذي حبس أنفاس الجزائريين 25 سنة!

13 سبتمبر 2015 - 20:15

نزل الخبر على فئة عريضة من الشعب الجزائري كقطعة ثلج، لم يكن العديد منهم يتوقع أن يصل “سوء الفهم الكبير”، والخصومة بين “الرجل الغامض” كما يسميه البعض وبين عبد العزيز بتفليقة إلى حد القطيعة، وإقدام “الرئيس المقعد” على إنهاء مسار رجل عمر أكثر من 25 سنة في دواليب الإستخبارات، والأمن بإحالته على التقاعد.

بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، فإن الرئيس مارس صلاحياته الدستورية خاصة المادتين 77 و 78 من الدستور الجزائري، وأحال الفريق محمد مدين المعروف بـ”الجنرال توفيق”، على التقاعد وعين مكانه “عثمان طرطاق” اللواء المتقاعد الذي كان يشغل قبل هذا التعيين منصب مستشار لدى رئيس الجمهورية، وهو ما يؤكد بأن بوتفليقة يتجه إلى تثبيت جناحه في السلطة.

في هذا السياق يؤكد خالد شيات، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الأول بوجدة، والخبير في العلاقات المغربية الجزائرية أن جزء من إصرار بوتفليقة البقاء في الحكم “مرتبط بالصراع بين الأجنحة الذي تعرفه الساحة الجزائرية”.

المتحدث نفسه أشار في تصريح لـ”اليوم24″ إلى أن التعديلات التي أقدم عليها بوتفليقة تأتي في سياق إزاحة ما أسماه بالجناح الانقلابي (نسبة إلى تدخل المؤسسة العسكرية لإلغاء نتائج انتخابات 1991 التي فازت فيها الجبهة الاسلامية للإنقاذ)، لصالح الجناح الذي يمثله بتفليقة وشقيقه سعيد.

المتحدث نفسه كشف أيضا بأن دور جناح الجنرال توفيق أخذ في التراجع منذ 2009 على جميع المستويات، خاصة على مستوى التواجد في الحكومات المتعاقبة، رغم أن المنظومة التي ينتمي إليها هذا الجناح هي منظومة قوية وريثة الجنرال عبد الحفيظ بوصوف، أو كما يناديه الجزائريون “أسي مبروك”، الذي أعاد تأسيس جهاز المخابارات الجزائرية.

قوة هذا الجناح لا تكمن في الانتماء إلى مدرسة بوصوف فحسب، وإنما للامتداد السياسي والاقتصادي أيضا، وبالرغم من أن بوتفليقة ليس بعيدا أيضا عن هذا الاتجاه، إلا أن شيات أرجع إقدامه على اتخاذ القرار المذكور إلى معطى إقتصادي مهم، يتعلق بعائدات النفط الجزائري، حيث أن أسعار الذهب الأسود هوت إلى أدنى مستوياتها، وهذا في تقدير شيات سيؤثر في طبيعة التفاعل ما بين القوى الاجتماعية والحكام الحاليون، وبالتالي سيصبحون في موقف حرج، خاصة على مستوى القدرات الاقتصادية، وهو ما قد يطرح بقوة مسالة عدالة توزيع الثروة في الجزائر، وبالتالي من الحلول الاستباقية كان القرار المتخذ اليوم.

شيات الذي يؤكد بأن هناك قراءات متعددة لهذه التحولات، بالنظر إلى طبيعة المنظومة العسكرية الجزائرية، أشار إلى مؤشر أخر دال على النزوع إلى خلق هذه التحولات في هذه المؤسسة وهو المتعلق بوجود جنرالات شباب لهم طموحات وتطلعات.

بحسب بوابة الشروق اليومي الجزائرية على الإنترنت فإن الجنرال توفيق دخل مدرسة المخابرات الروسية (دفعة السجاد الأحمر)، بموسكو، حيث تلقة تكوينا عسكريا مختصا في الإستخبارات، وتقلد عدة مهام عسكرية في عدة ولايات جزائرية، قبل أن يرقيه الرئيس بوتفليقة من رتبة لواء إلى رتبة فريق سنة 2006، غير أن العلاقة بين الرجلين ليست على ما يرام، وينقل جزء عريض من المواطنين الجزائرين أخبار بشكل مستمر عن توتر هذه العلاقة، ويرجع بعضهم السبب إلى عدم رضى الجنرال على طريقة تدبير بوتفليقة لزمام الأمور.

كلمات دلالية

الجزائر اليوم24 بوتفليقة
شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التالي