-->

بنعبد الله لا ينظر بعين الرضى لخروج الإستقلال من المعارضة

10 أكتوبر 2015 - 18:31

أمين العرباوي

ظل حزب التقدم و الإشتراكية هو المستفيد الأكبر من التحالف مع العدالة و التنمية، لكونه الحليف الوحيد المنتمي لأحزاب الكتلة الذي يقف إلى جانب بنكيران، و هو بهذا يتمتع بإمتياز خاص مقارنة بالأحرار و الحركة الشعبية اللذان يعدان أحزاباً إدارية، ضعيفي الإستقلالية.

و قد ظهر هذا جليا في إمتحان الإستحقاقات الأخيرة، إذ ظهر منسوب الوفاء للأغلبية منعدماً بالنسبة للأحرار و غير مقنع بالنسبة للحركة الشعبية. بينما ظل حزب التقدم و الإشتراكية متميزاً بوفائه لتحالف الأغلبية.

و قد حصد نبيل بن عبد الله و حزبه ثمار هذا التحالف، أولا عبر نيل تمثيل وازن داخل الحكومة بخمس حقائب مهمة، ثم من خلال إرتفاع منسوب التعاطف الشعبي معه و هو ما ظهر جليا في الإنتخابات الأخيرة، و كذلك من خلال إشراكه في التسيير في العديد من الجماعات الترابية.

غير أن هذا التفرد لحزب الكتاب ضمن تشكيلة الأغلبية الحالية مهدد بمنافسة جدية، إنتبه لها نبيل بن عبد الله بذكاء، عندما أعلن الإستقلال عن رغبته في مغادرة سفينة المعارضة، و فك الإرتباط مع الأصالة و المعاصرة و تبنيه للمساندة النقدية للحكومة.

لقد شعر الأمين العام لحزب الكتاب بالتهديد الجدي الذي يشكله الإستقلال في محاولته للتقارب مع البيجيدي، إذ بات مهددا بفقدان مكانته المتميزة، و خاصة أنه يطمح إلى دعم إنتخابي قوي من طرف المصباح في الإستحقاقات النيابية المقبلة.

و في هذا السياق، لا يستبعد أن يعمل حزب الكتاب تحت قيادة أمينه العام بشكل إستباقي على قطع الطريق أمام أي تقارب محتمل بين الإستقلال و العدالة و التنمية.

و لعل أولى اللبنات في هذا المخطط، هي العمل على إقناع بن كيران بأن على الأغلبية أن تقدم مرشحاً لها لرئاسة مجلس المستشارين، في حين أنه يعلم أن الأغلبية لا تملك العدد الكافي للفوز، و لا تملك إمكانات جدية لجذب أصوات من عند المعارضة، خاصة رشحت الأغلبية أوعمو عن حزب الكتاب، إذ لا يعقل أن يترأس الغرفة الثانية حزب حصل على 1/60 من مقاعدها.

إن الأمين العام لحزب الكتاب، يعلم أنه بإصراره على هذا الترشيح /المناورة، فإنه يعمل على إلقاء حزب الإستقلال في أحضان الأصالة و المعاصرة، و قطع الطريق على منافسته في التواجد بجانب العدالة و التنمية، حتى لو جاء ذلك لفائدة الأصالة و المعاصرة عن طريق إهداء رئاسة مجلس المستشارين لبن شماس على طبق من ذهب.

إن من شأن دفع الأغلبية بمرشحها لمنافسة الميزان و الجرار على الرئاسة، إقصاء الميزان في الدور الأول، بينما سيستفيد الجرار من أصوات الأحرار في الدور الثاني الذين عودوا العدالة و التنمية على خيانتهم للأغلبية دون دفع الثمن السياسي لذلك.

إن حزب الكتاب بأدائه السياسي راكم العديد من المكاسب لحد الآن، غير أن تطلعه بإستمرار إلى توسيع هذه المكاسب دون أخذ بعين الإعتبار المصالح السياسية الكبرى من شأنه أن يدخله في منطق الخسارة أيضاً، لأن لا أحد سيستسيغ إحتكار موقع الحليف الموثوق للعدالة و التنمية و لو عن طريق تقوية الأصالة و المعاصرة.

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

brahim Elmabrouki منذ 8 سنوات

على العدالة والتنمية الا تتق في الاحزاب الادارية وتقدم مرشح الاغلبية لكي تقدم رئيس مجلس المستشرين للاصالة والمعاصرة في طبق من دهب عدم تصويت PJD على الاستقلال غباء سياسي

متابع لأخبار اليوم منذ 8 سنوات

لا أظن بن عبد الله بالسذاجة التي يتحدث بها عنه صاحب المقال ، فهو لن ينسى ما تسبب له فيه البام في حادث السفارة الإيطالية ، ثم تقارب العدالة و التنمية مع الاستقلال قد يكون على حساب الأحرار مثلا ، لأنهم أظهروا خيانة غير مسبوقة في هذه الانتخابات ، لهذا الانسب للجميع الاصطفاف في خندق واحد هو الأحزاب الوطنية ،و توخي الحذر من المفاجاَت ، ثم بن شماس مواقفه من الثوابت متذبذبة ، لهذا لا اظنه سيحظى برضا المستشارين

ismail منذ 8 سنوات

كلام فارغ لا يساوي الحبر الذي كتب به

مواطن من تطاون منذ 8 سنوات

من الأفضل والأنسب أن تمنح الأغلبية أصواتها لفائدة مرشح حزب الاستقلال خاصة حزب العدالة والتنمية ولا ثقة في الأحزاب الأخرى باستثناء حزب التقدم والاشتراكية ، والغاية من دعم مرشح الاستقلال هي فضح حزب الأصالة والمعاصرة الذي لا يستحق أن يترأس الجهات الخمس التي سرقها بطريقة مخزنية من خلال دعم أحزاب الادارة له ، فهذه طريقة جديدة ابتدعها المخزن لتعزيز مكانة حزب البام في الخريطة السياسية الجديدة بدون أي استحقاق.

التالي