يعرف المغاربة الكثير عن صفات الملك محمد السادس، بساطته، قربه من الشعب، حبّه للحياةّ والسفر، اهتمامه بالفئات الاجتماعية الهشة، وحتى أنه سريع الغضب، لكن قليلون هم من يعرف الوجه الآخر للملك وقد قضى 17 عاما على كرسي الحكم، أي حزمه وصرامته، وحتى رفضه للابتزاز.
من خلال تعقّب الوقائع التي تسربت إلى الصحافة، ثمة أحداث كشفت عن صفات تبرر وصفه بـ»الملك الحازم». وقائع رصدتها «اخبار اليوم» سواء مع رؤساء دول أجنبية، أو شخصيات سياسية وطنية.
في دجنبر 2010، أقدمت «أخبار اليوم» على نشر مقطفات من وثائق وكيلكس التي تتحدث عن كون بنعلي أنشأ نظاما «مافيا» في البلاد ، مما أغضب السفارة التونسية في الرباط، التي اتصلت بالحكومة المغربية تحتج، كما غضبت الرئاسة في تونس، حيث استدعى مستشار الرئيس التونسي حينها، عبد الوهاب عبد الله، السفير المغربي حينها، نجيب الزورالي، وأبلغه احتجاج زين العابدين بن علي شخصيا وقال له بالحرف: «إذا كان أخي محمد السادس يقبل أن يكتب في بلاده هذا الكلام، فإن بن علي لا يقبل ذلك».
وزير الاتصال حينها، خالد الناصري، حكى وجها آخر من القصة، إذ كشف لـ»أخبار اليوم» أن السفير التونسي في الرباط تدخل رسميا لدى الحكومة المغربية بالقول: «إن العلاقات الطيبة بين المغرب وتونس لا تسمح بأن تروّج معلومات مثل تلك»، لأن فيها «تحاملا على النظام التونسي». الناصري أوضح أن الأمر تطور في حينه إلى «ما يشبه الابتزاز».
لكن ثمة وجها آخر غير معروف للرأي العام من القصة ذاتها، بنعلي، الرئيس التونسي الذي خلعته ثورة 14 يناير 2011، كان قد اتصل رسميا بالهاتف بالملك محمد السادس، يحتج على السماح لمكتب الجزيرة بالعمل في المغرب، وعلى استضافة النشرة المغاربية التي كانت تذاع من الرباط للمعارضين التونسيين، تطور الجدل إلى تجرؤ زين العابدين بالقول:»وماذا لو استضافت تونس جبهة البوليساريو»، حينها توقف النقاش، لأن الملك محمد السادس قطع الخط في وجه زين العابدين رافضا لغة الابتزاز.