بعد الإعلان الرسمي لمشاركة المغرب، وإن بمستوى منخفض جدا، في مؤتمر البحرين المخصص للشق الاقتصادي لما يعرف بـ«صفقة القرن»، بات حزب العدالة والتنمية الذي «يقود» الحكومة في موقف محرج.
الحزب شارك بعدد كبير من قيادييه، يتقدمهم نائب أمينه العام سليمان العمراني، في مسيرة الأحد الماضي الخاصة بالتعبير عن الموقف الشعبي من هذه الصفقة، قبل أن يصدر الموقف الرسمي القاضي بالمشاركة، علما أن هذا الحزب يفترض أنه يسيّر الحكومة ويشارك في اتخاذ القرار.
ما الرسالة التي يبعثها هذا الموقف؟ هل المراد تذكير من نسي بأن الحكومة والبرلمان والأحزاب السياسية، وكل ما يمت بصلة إلى الموقف والإرادة الشعبيين، لا وزن لها في اتخاذ القرارات السيادية، أم إن الحزب اختار من جديد أن يلعب دور كاسحة الألغام في مواجهة «معارضة الشارع» بزعامة جماعة العدل والإحسان.
هل كان قرار فجر أمس يتطلّب كل هذا الإخراج للقول إن موقف رفض «صفقة القرن» ليس حكرا على الأصوات المعارضة، وإن «الدولة» تتقاسمه، لكن ما باليد حيلة؟ وهل سيعود حزب العدالة والتنمية غدا إلى قواعده وعموم المواطنين ليحاول إقناعهم بموقف «رجل هنا ورجل لهيه»؟
