حذر الاتحاد الأوروبي من احتمال تنقل متطرفين مشتبه فيهم بين المغرب وإسبانيا خلال الصيف المنصرم، في إطار عملية عبور مضيق جبل طارق التي تشرف عليها السلطات في البلدين. إذ يؤكَد رصد مجموعة من الجهاديين المشتبه فيهم في مرحلة العودة إلى الديار الأوروبية، لكن لم يتم اعتقالهم، نظرا إلى غياب الأدلة.
تقرير حديث للمفوضية الأوروبية كشف أن العملية الأمنية « مينيربا » التي باشرتها الأجهزة الأمنية الإسبانية بتنسيق مع وكالة حماية الحدود الخارجية الأوروبية (فرونتيكس)، ما بين 12 يوليوز و16 شتنبر الماضيين، لتشديد المراقبة على عملية عودة المهاجرين إلى أوروبا، أفرزت 46 إنذارا بخصوص خطر الإرهاب بعد رصد العديد من الأشخاص المشتبه في أنهم قاتلوا في صفوف التنظيم الإرهابي داعش. فضلا عن نتائج العملية الأمنية « نبتون II »، ما بين 2 و8 يوليوز الماضي، والتي شاركت فيها عناصر أمنية مغربية وفرنسية وإسبانية وإيطالية وجزائرية وتونسية، والتي رصدت، أيضا، 12 مشتبها فيهم، 9 منهم كانوا في طريقهم إلى إسبانيا.
التقرير الذي أوردت صحيفة « إلباييس » بعض تفاصيله يوضح أن العملية الأمنية « مينيربا » تمت في موانئ الجزيرة الخضراء وطريفة وسبتة، بقيادة الأمن والحرس المدني الإسبانيين إلى جانب متخصصين أمنيين من 16 من الاتحاد الأوروبي ومراقبين أمريكيين. وتابع التقرير أن اللجنة الأمنية قامت خلال شهرين- سجل فيها عودة 1.7 مليون مهاجر، أغلبهم مغاربة، و372 ألف سيارة- باعتراض سبيل 220 مهاجرا غير نظامي، واسترجاع 12 سيارة مسروقة وحجز 1.6 طن من الحشيش وأسلحة متنوعة، إلى جانب 480 معتقلا.
لكن التقرير يركز على أن العملية الأمنية سمحت بفتح تحقيقات جديدة في مجال محاربة الإرهاب بعد رصد أثناء عملية العودة خمسين مشتبها فيهم من الجهاديين العائدين من بؤر التوتر. مع ذلك لم يتم توقيف أي منهم. وعن السبب يشرح مسؤول أمني متخصص في محاربة الإرهاب قائلا: « في مرات عدة، تنبهنا قاعدات البيانات إلى أن بلدا آخر يطلب تقريرا حول وصول مشتبه فيه، بل حتى أنه يتابع تحركاته بسرية. إذ أحيانا وبكل بساطة، يُطلب جمع كل المعلومات حوله انطلاقا من الوثائق التي يدلي بها لتأكيد واستبعاد تهمة الاشتباه ». وأضاف أن الإنذارات الـ46 التي تم التوصل إليها جاءت عن طريق قاعدات المعلومات التي تتقاسمها دول الجوار، وليس انطلاقا من إسبانيا. وتابع أن الهدف هو رصد تحركات الجهاديين العائدين من جبهات القتال بعد سقوط داعش في يناير الماضي بسوريا.
مصادر أمنية أشارت، كذلك، إلى أن الجهاديين الـ50 المشتبه فيهم الذين تم رصدهم لم يعتقلوا لأنه لم تصدر أي مذكرة بحث دولية في حقهم، باستثناء تواجدهم في قائمة المشتبه فيهم.
حطمت عملية عبور مضيق جبل طارق، بين المغرب وإسبانيا، والتي تمتد ما بين 15 يونيو الماضي و15 غشت الجاري، رقما قياسيا جديدا هذا الصيف، إذ دخل إلى المغرب عبر المعابر البرية والبحرية ما يزيد عن 3.3 مليون مسافر وما يزيد عن 761 سيارة. جل هؤلاء المسافرين من أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، خاصة، في إسبانيا وفرنسا وبلجيكا وهولندا وألمانيا.