يشرع الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، عبد اللطيف وهبي، في إجراء افتحاص شامل لنفقات، بلغت حوالي نصف مليار سنتيم، صرفت في عهد سلفه، حكيم بنشماش، وأدرجت ضمن بند خاص في التقرير المالي، سمي بـ”الخدمات المفوترة لبام نيوز”، وسيكون هذا الافتحاص، أيضا، جزءً من عملية تحر سيجريها الأمين العام على مالية الحزب كلها بمجرد ترتيب مكتبه السياسي.
من جانبه، اكتفى وهبي بالقول إنه لا يعرف ما تعنيه “عبارة خدمات مفوترة لبام نيوز”، لكنه “سيبحث في الموضوع”.
ويأخذ وهبي، على ما يبدو، وقته في عملية الافتحاص، إذ لم يجر أي اتصال بعد ببنشماش بخصوص بروتوكول تسليم السلط، وقال “إن العملية شكلية، وكل شيء سيحدث في وقته ولا مجال للتسرع”، فيما بنشماش رد في تصريح صحافي بأنه “لا يخشى أي عملية للافتحاص”.
“بام نيوز”، شركة أسست في عهد إلياس العماري، وعدد موظفيها، حاليا، عشرة أفراد، لا يتمتعون بالصفة المهنية كصحافيين.
مصدر مقرب من وهبي قال لـ”اليوم 24″ إن “الأمين العام سيجري افتحاصا شاملا للصفقات، التي أجريت باسم “بام نيوز” لتحديد الطريقة، التي كانت تعمل بها داخل الحزب، ولمن كانت فواتيرها موجهة، وطبيعة الخدمات، التي كلفت الحزب أزيد من 400 مليون سنتيم في سنتين فقط”.
ويسود اعتقاد أولي بأن “بام نيوز” كانت تتلقى أموالا من الحزب، على الرغم من كونها جزءً منه، نظير خدمات تغطية أنشطته، مثل تصوير دورات المجلس الوطني، وباقي أنشطة الأمين العام، فيما يشير آخرون إلى أن مسؤولين في “بام نيوز” كانوا يفوترون خدمات تسلم بالمناولة إلى شركات أخرى، وهي لم تكن بتاتا تقوم بأي من الأعمال المتعلقة بها.
وقال قيادي في الحزب أن “الأمور، التي حدثت باسم “بام نيوز” غامضة”، قبل أن يضيف: “هناك نقص هائل في الوثائق”.
وبحسب المصدر ذاته، فإن “وهبي فوجئ بمئات الملايين من السنتيمات ذهبت لفائدة “بام نيوز”، التي يؤدي الحزب أجور موظفيها، مقابل أعمال هي من صميم وظيفتها، التي أنشئت من أجلها داخل الحزب.
وتابع المصدر ذاته أن “بام نيوز” ليست شركة خاصة كي تستفيد من صفقات الحزب، وأمواله، لأنها مؤسسة تابعة للحزب، ولا يجب أن تفوتر عليه أي درهم.. ما حدث سيجري التحقيق فيه”، لأنه، في يونيو 2016، عندما أسس إلياس “بام نيوز” أحال جزءً من موظفي الحزب على هذه الشركة، وباتت أجورهم تؤدى على حساب الشركة، لكن بمجرد ما تولى بنشماش زمام الأمور في حزبه، تخلى عن هذه الطريقة، وأعاد موظفي “بام نيوز” إلى الحزب.
كما أنه منذ نونبر 2018، وطوال الفترة، التي تولى فيها إلياس أمور حزبه، لم تكن شركة “بام نيوز” تدفع بتاتا أيا من واجبات الضمان الاجتماعي لمستخدميها.
ولقد التقى الأمين العام الجديد، صباح اليوم الثلاثاء، العاملين العشرة في “بام نيوز”، وتعهد بالمحافظة على مناصب عملهم، وقال في الاجتماع مخاطبا المعنيين، وهم خمسة صحافيين، لم يتم التصريح بهم يوما لدى وزارة الاتصال، و5 تقنيين، ومصور: “إن الواجهة الإعلامية للحزب يجب أن تستمر في عملها، وليس لدي أي مشكلة مع الطاقم، الذي وجد نفسه مرغما على اتباع تعليمات سلفي، بنشماش، في الصراع الذي حدث”.
ويخطط وهبي لتحويل شركة “بام نيوز” إلى مقاولة للإعلام، بدلا عما هي عليه الآن، لاسيما بعدما ظهر أن الشركة كانت وسيلة استخدمت لتغطية نفقات مجهولة.
