تنقالت وسائل إعلام جزائرية، اليوم الاثنين، خبر إصابة ابنة الطبيبة، وفاء بوديسة، بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، بعد ظهورها إلى جانب وزير الصحة في ندوة صحافية، عقدها داخل غرفة والدتها، التي توفيت إثر إصابتها بالفيروس.
وأكد عم الطفلة في حديثه مع وسائل الإعلام إصابة ابنة الطبيبة، وحماتها، وابنة شقيقة زوجها بفيروس كورونا ليُنقلوا إلى مستشفى عين الكبيرة في سطيف.
واتجهت الانتقادات بعد انتشار خبر تأكيد إصابة ابنة الطبيبة، التي توفيت، يوم الجمعة الماضي، إلى وزير الصحة الجزائري، لأنه عقد ندوة صحافية، أول أمس السبت، في غرفة نوم والدتها بحضور عدد كبير من الصحافيين، ووجود الطفلة دون كمامة إلى جانب الوزير.
وكان وزير الصحة، عبد الرحمان بن بوزيد، ووزيرة التضامن والأسرة وقضايا المرأة، كوثر كريكو، قد زارا المنزل العائلي للطبيبة، لتقديم واجب العزاء، قبل أن يحتكا بابنة الفقيدة.
وتداول جزائريون، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خبر إصابة الطفلة، محملين المسؤولية لوزير الصحة بالقول إن الأمر متوقع بعد “البهدلة” والتزاحم، الذي حصل في غرفة نوم الطبيبة، مشيرين إلى أن “الوزير يتحدث عن إلزامية ارتداء الكمامة، وهو أول من سارع إلى حمل طفلة دون كمامة”.
وانتقد الجزائريون الصورة، التي ظهر فيها الوزير، وهو محاط بالكاميرات داخل غرفة النوم، وخلفه حاجيات الطبيبة، معلقين أنه من غير المعقول أن تتحول غرفة نوم إلى مكان لعقد مؤتمر صحفي، وعدم احترام إجراءات التباعد الاجتماعي في مكان مكتظ، وبحضور ابنة الراحلة، فضلاً عن زيارة بيت طبيبة توفيت بسبب فيروس كورونا، وما قد يتسبب فيه ذلك من انتشار عدوى الفيروس بين الحاضرين.
يذكر أن الدكتورة بوديسة توفيت في مستشفى عين الكبيرة عن عمر يناهز 28 سنة، وهي حامل في شهرها الثامن، وقد لقيت قصة رحيلها تعاطفاً كبيراً من قبل الجزائريين، خصوصا بعد تأكد خبر رفض إدارة مستشفى رأس الوادي، حيث كانت تعمل من تمكينها من العطلة الاستثنائية.
وكانت صفحات كثيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي قد نشرت محادثة منسوبة إلى الطبيبة الراحلة، وهي تشتكي لإحدى صديقاتها رفض إدارة المستشفى، حيث تعمل، منحها ترخيصا بعدم العمل، وأنها متخوفة من الإصابة بالفيروس.
وقرّرت وزارة الصحة الجزائرية، أمس الأحد، إقالة مدير المستشفى، بعدما أثارت وفاة الطبيبة الحامل أثناء عملها تعاطفاً، وسخطاً كبيرين، وبعد نشر خبر رفض تسريحها في عطلة استثنائية.