بعد حسم أزمة الكركارات.. عسكر الجزائر: تهديدات أمن المنطقة تحتم علينا الاستعداد لمواجهتها

08 ديسمبر 2020 - 20:40

سبب حسم القوات المسلحة الملكية لأزمة الكركارات، وتأمينها للمعبر الحدودي في وجه استفزازات عناصر البوليساريو، حالة من الغيض المتواصل لدى المسؤلين في الجارة الشرقية الجزائر، والتي يخرج مسؤولوها في كل مرة بتصريحات للتنفيس عن هذا الغضب، وتكرار أسطوانة أن البلاد مستهدفة.

وفي هذا السياق، خرجت وزارة الدفاع الجزائرية، في افتتاحية مجلة « الجيش » التابعة لها، لتقول بأن الوضع الإقليمي على طول الحدود الجزائرية مترد، وأن الجزائر معنية بهذا الوضع ويملي عليها واجب الاستعداد لمواجهته، بالنظر إلى الالتزامات الإقليمية التي يفرضها عليها دورها المحوري في المنطقة، إضافة إلى مبادئها التي ترتكز على نصرة كل القضايا العادلة.

وجاء في افتتاحية المجلة لعدد شهر دجنبر  الجاري، أن “الوضع الإقليمي المتردي على طول شريط حدودنا وقيام بعض الأطراف مؤخرا بتهديد أمن المنطقة، وإن كان غير مباشر، يعنينا وعلينا الاستعداد لمواجهتها”.

وأوضحت الافتتاحية بأن مواجهة هذه التهديدات أمر يتحتم على الجزائر كونها “لها التزامات إقليمية يفرضها دورها المحوري إضافة إلى مبادئها التي لا تحيد عنها والمتمثلة في نصرة كل القضايا العادلة”.

وفي الوقت الذي تعيش فيه بلادهم، أزمة سياسية واقتصادية مزدوجة، مع تراجع مداخيل النفط، والضرر البالغ الدي تسببت فيه أزمة كورونا، عادت المجلة لتكرار أسطوانة الإستهداف الأجنبي، مشددة على « ضرورة مواجهة المخططات العدائية التي تستهدف بلادنا يستدعي بالضرورة أن يدرك شعبنا حقيقة الأهداف الخفية التي تحاول الجهات المعادية لبلادنا تحقيقها”، ودعت إلى “الالتفاف حول قيادة البلاد لإحباطها، وعلى هذا النحو سيكون بوسع شعبنا إفشالها كما كان عليه الأمر في كل مرة حاولت فيها هذه الدوائر المعادية النيل من بلادنا”.

وفي نفس السياق، كان الناطق باسم الحكومة الجزائرية، ووزير الاتصال، عمار بلحيمر، قد اعتبر في حوار صحفي أن « قضية الكركارات انتهاك لوقف إطلاق النار، الموقع بين طرفي النزاع (المغرب، والبوليساريو)، وبطبيعة الحال، فإن أي نزاع مسلح يخلق توترا لدى دول الجوار ».

وأضاف الناطق باسم الحكومة الجزائرية أن المغرب « تسبب في تفجير الوضع من جديد، وإعادة النزاع المسلح، وهو ما حذرت منه الجزائر مرارا، التي تدعو، بهذه المناسبة، السلطات الملكية إلى العودة إلى رشدها وتطبيق القرارات الأممية ».

ومن جهته، أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، أن المغرب جدد تأكيد تمسكه بوقف إطلاق النار، مع الاحتفاظ بحق الرد بـ”أكبر قدر من الشدة” على أي تهديد يطال أمنه.

وقال بوريطة، في حوار خص به مجلة “ذا بارليمانت ماغازين”، نشر، أمس الاثنين، أن “المغرب أكد مجددا تمسكه بوقف إطلاق النار، والعملية السياسية، مع الاحتفاظ بحق الرد بأكبر قدر من الشدة، في دفاع مشروع عن النفس ضد أي تهديد يطال أمنه”.

وفي معرض إجابته عن سؤال حول تأثير الانهيار المحتمل لاتفاق وقف إطلاق النار على الاستقرار الإقليمي، ذكر بوريطة بأنه منذ العام 2016، قامت مليشيات “البوليساريو” مرارا بأعمال غير قانونية، لاسيما أعمال الابتزاز، والعصابات في المنطقة العازلة بالكركارات، وشرق الجدار الدفاعي، في انتهاك للاتفاقيات، وتجاهل صارخ للدعوات الصادرة عن الأمين العام للأمم المتحدة، وقرارات مجلس الأمن.

وسجل بوريطة أنه “في الشهر الماضي، اتخذت هذه الميليشيات قرارا بتكثيف تجاهلها للقانون الدولي، من خلال وقف حركة البضائع والأشخاص بين أوروبا وغرب إفريقيا، عبر المغرب بالكركرات”.

وتابع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج: “لقد برهن المغرب على ضبط شديد للنفس، ولا يزال يثبت ذلك، ليس نتيجة لضعف، بل لأنه فاعل مسؤول يلتزم بالمعالجة متعددة الأطراف، والمؤسساتية للقضايا ذات الأهمية الاستراتيجية بالنسبة إلى المنطقة”.

 

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

Oujdi منذ 3 سنوات

Il n'est même pas capable de tenir cinq minutes debout et il parle de préparer à une guerre qu'il n'a jamais fait de sa vie qu 'elle comédie théâtrale d'un régime en faillite totale

Oujdi منذ 3 سنوات

On dirait un militaire des années vingt entrain de tourner un film des années vingt

التالي