تتواصل تداعيات وتطورات الحادث المأساوي الذي هز نساء ورجال التعليم يوم الثلاثاء الأخير، عقب مصرع زميلهم تحت أنقاض جدران حجرة من البناء المفكك، هوت بالمدرسة الابتدائية التي يشتغل بها بضواحي مدينة مكناس.
واستنادا إلى المعلومات التي حصلت عليها « أخبار اليوم » من مصادر مطلعة، فإن الأمر يتعلق بالأستاذ المسمى قيد حياته (أ-ب)، الذي اشتغل مدرسا منذ سنوات بالوحدة المدرسية في الجماعة القروية « شرقاوة » قيادة « نزالة بني عمار » ضواحي مدينة مكناس، حيث تعرض الأستاذ، تضيف المصادر عينها، لحادث سقوط أنقاض جدران حجرة مهجورة من البناء المفكك داخل المدرسة، ما تسبب في مصرعه بمكان الحادث، فيما أصيب أحد عمال المقاولة التي كانت تباشر عملية هدم الحجرة، بجروح خطيرة تطلبت نقله إلى المستشفى الإقليمي محمد الخامس بمدينة مكناس.
وحمل زملاء الأستاذ بالمدرسة عبر نقاباتهم بقطاع التعليم التي دخلت على خط هذه الفاجعة، مسؤولية وفاته تحت الأنقاض لوزارة التربية الوطنية، ومصالحها بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بفاس ومديريتها الإقليمية بمكناس، حيث اتهمت النقابات التعليمية الوزارة ومصالحها المعنية بالإهمال ونسبت لها مسؤوليتها التقصيرية في الحادث، لعدم أخذ الوزارة كل تدابير السلامة داخل المدرسة قبل شروع المقاولة في مباشرة عملية الهدم، حيث احتجت النقابات على عدم إخلاء مصالح الوزارة للورش من التلاميذ ومن جميع العاملين بالمدرسة قبل الشروع في عملية الهدم، وهو ما يجعل الوزارة تتحمل المسؤولية المدنية في مصرع زميلهم تحت الأنقاض.
من جهتها، أصدرت المديرية الإقليمية للتربية والتكوين بمكناس، بلاغا نابت فيه عن مصالح وزارة أمزازي، حيث أفادت بأن الأستاذ المتوفى توجه يوم الثلاثاء الماضي بدافع الفضول لمعاينة عمليات هدم حجرة دراسية من البناء المفكك الموجودة بداخل المدرسة التي يشتغل فيها، حيث فاجأه هناك خلال وجوده بورش عملية الهدم التي يجريها عمال مقاولة، سقوط جدران الحجرة على رأسه، ما تسبب في مصرعه تحت الأنقاض حوالي الساعة الرابعة والنصف من مساء يوم الحادث.
وحمل بلاغ المديرية الأستاذ المتوفى مسؤولية تواجده بورش هدم الحجرة الدراسية، وحجتها على ذلك، كما تقول في بلاغها، هي أن البحث الإداري الذي أجرته لجنة أوفدتها المديرية الإقليمية للتربية والتكوين بمكناس فور علمها بالحادث، أظهر بأن الأستاذ الهالك أنهى عمله يوم الحادث في الساعة الواحدة والنصف ولم يغادر المؤسسة، حيث توجه في غفلة من الجميع إلى الورش الذي تجري فيه عملية هدم حجرة من البناء المفكك، وهناك باغته سقوط جدران على رأسه أرداه قتيلا تحت الأنقاض.
هذا وتواصل عناصر الضابطة القضائية للدرك الملكي بمكناس، بحسب آخر المعلومات التي استقتها « أخبار اليوم » من مصادر قريبة من الموضوع، أبحاثها في الحادث بأمر من النيابة العامة، لكشف ملابسات الحادث وتحديد المسؤوليات وترتيب الجزاءات، حيث يعول المحققون على نتائج استماعهم لتصريحات عمال المقاولة التي تكلفت بعملية هدم الحجرة الدراسية من البناء المفكك، فيما تنتظر عناصر الدرك، المكلفة بالبحث في هذا الحادث، الحصول على موافقة الطبيب المعالج للعامل المصاب، الذي يرقد بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس في مكناس، بغرض الاستماع إلى تصريحاته لكونه الشاهد الذي كان قريبا من الأستاذ قبل أن تنهار جدران الحجرة الدراسية على رأسه.