مذكرات. بان كي مون يروي غضب الملك عليه بعد زيارته الصحراء... مزوار أمرني بالاعتذار لمحمد السادس ولا زلت أرغب في الصلح

17 يونيو 2021 - 14:31

لا يعرف الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون، ما إذا كان سيتمكن من التصالح مع ملك المغرب، محمد السادس، بعد المعاملة التي تلقاها من قبل المملكة في عام 2016 بعد بضع كلمات عن الصحراء، بحسب ما يؤكد في مذكراته الجديدة.

« قد نلتقي مرة أخرى في المستقبل، ربما في مؤتمر ما حول تغير المناخ أو مبادرات الشباب. لكنني لا أعرف متى. إذا حدث ذلك، سنتصالح »، كما يقول بان في مذكراته بعنوان: « حل. توحيد الأمم في عالم منقسم »، ونشرته للتو دار النشر بجامعة كولومبيا.

ويخصص الدبلوماسي الكوري مقطعًا موسعًا بعنوان « هناك أناس لن تتوافق معهم أبدًا »، للصدام الصعب الذي شهده في عام 2016 مع المغرب، والذي بدأ بمناسبة رحلة رئيس الأمم المتحدة آنذاك إلى الصحراء.

خلال هذه الزيارة، استخدم بان كلمة « احتلال » للإشارة إلى الوجود المغربي في الصحراء، والذي ردت عليه الرباط برسائل قوية في العلن، ونظمت احتجاجات ضده في جميع أنحاء البلاد، وإجراءات ضد مينورسو، بعثة الأمم المتحدة في المنطقة.

ويوضح الدبلوماسي في مذكراته أنه منذ بداية ولايته حاول زيارة بعثة « مينورسو »، لكن المغرب « أخر عن قصد »، ولسنوات، الإذن له بدخول الإقليم الخاضع لسيطرته، بحجة أن الملك محمد السادس يريد الترحيب به شخصيًا في الصحراء وأن تواريخ الزيارة لم تكن مناسبة أبدًا.

وهكذا، « محبط بصراحة »، ومع اقتراب نهاية فترة ولايته الثانية، قرر بان زيارة « مخيمات المحتجزين » في تندوف ليرى بنفسه الظروف المعيشية القاسية والتعبير عن تضامنه معهم.

لكن فور وصوله، قوبل باحتجاجات ضده من قبل المحتجزين، الذين عاتبوه على عدم إحراز تقدم في حل النزاع مع المغرب. جاء المتظاهرون ليهزوا العربة المدرعة التي كان يستقلها ويرشقونها بالحجارة.

وفي نهاية المطاف، أُجهضت الزيارة في اللحظة الأخيرة، وانتقل بان مباشرة إلى مؤتمر صحفي كان مقرراً بالفعل، أعرب فيه عن أسفه لأوضاع الموجودين هناك، ولا سيما أولئك الذين ولدوا بالفعل في وضع « الاحتلال » هذا، كما قال.

يتذكر في كتابه: « كنت أعلم أن الكلمة كانت حساسة للغاية بالنسبة للمغاربة، لكنه تأثر كثيرًا بما مر به عصر ذلك اليوم، وتأثر جدًا لدرجة أنه تحدث دون رقابة ».

ويمضي بان في وصف الجهود العديدة التي بذلها لمحاولة وقف الأزمة الدبلوماسية التي تلت ذلك، وينتقد موقف السلطات المغربية.

ويتذكر على وجه الخصوص الزيارة التي قام بها وزير الخارجية آنذاك، صلاح الدين مزوار بعد أيام قليلة من عودته من جولته.

« لقد استقبلته على الرغم من علمي أنه كان في نيويورك للاحتجاج على كلماتي العرضية، وهو أمر قام به بالفعل في العلن مرات عديدة. لكنه فاجأني عندما أمرني بالاعتذار لحكومته وللملك محمد السادس »، كما يقول بان.

ويقول أيضا إنه رفض القيام بذلك وأخبر مزوار أنه خلال « عقد من الخدمة في الأمم المتحدة لم يسبق له أن رأى أو سمع بمثل هذا السلوك الفظ غير المقبول من جانب أي دولة عضو بعد التعبير عن مشاعر عفوية وحقيقية من أمين عام ».

ويقول « علاقتي بالملك محمد السادس لن تنصلح. في الواقع، لم يتعاف المسؤولون المغاربة تمامًا من صراحتي، لكنني لم أندم ».

وردا على سؤال حول هذه العلاقة المتوترة خلال اجتماع مع الصحفيين أمس الأربعاء، أراد بان كيمون التقليل من شأنها، وأعرب عن أمله في إصلاح « سوء التفاهم ».

وبهذا المعنى، أشار إلى أنه بعدما ترك منصب الأمين العام، التقى مصادفة، مع الملك محمد السادس خلال قمة في باريس وتحدثا لفترة وجيزة، ولكن « بطريقة ودية للغاية ».

في غضون ذلك، أكد في كتابه عن ذلك الاجتماع، أنه « كان من غير المريح لو لم يتصافحا »، لذلك « فعلا ذلك بأدب وبدون محادثات كثيرة »، لكنه أوضح أنه لم تكن هناك مصالحة.

ويختم المقطع بقوله « لا يمكننا الوصول إلى الأشخاص الذين نختلف معهم فحسب، بل يرفضون أيضًا الاستماع إلينا. لا يمكنك الحصول على أي شيء معهم، ومن المهم معرفة متى تتوقف عن المحاولة ».

 

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

أسامة حميد منذ سنتين

من يهتم بك الآن يا كيمون بعد أن أصبحت منتهي الصلاحية ؟ فإلى مزبلة التاريخ.

التالي