المدربون الأجانب يغزون البطولة الاحترافية و13 فريقا استغنوا عن مدربيهم

21 يوليو 2021 - 09:18

عرفت البطولة الاحترافية هذا الموسم في قسمها الأول، وجود تسعة مدربين أجانب، مقابل سبعة مدربين مغاربة، في نسخة شهدت إقالات عديدة، وهو وضع لم تعهده البطولة في النسخ السابقة.

ويتصدر سبعة مدربين أجانب من أصل تسعة ترتيب البطولة الاحترافية، ما يعني أن هؤلاء يبسطون سيطرتهم المطلقة على المراكز الأولى، حيث يحتل التونسي فوزي البنزرتي الصدارة رفقة فريقه الوداد الرياضي، متبوعا بمواطنه لسعد جردة الشابي مع الرجاء، فيما الرتبة الثالثة يحتلها البلجيكي سفين فاندنبروك مع الجيش الملكي، بينما يتواجد الكونغولي فلوران ايبينغي رفقة بركان في الرتبة الرابعة.

ويأتي الفرنسي بيرنارد كازوني مدرب مولودية وجدة في الصف الخامس، متبوعا بالجزائري عبد الحق بن شيخة مع الدفاع الحسني الجديدي، تم التونسي فتحي جبال سابعا رفقة المغرب الفاسي، فيما يأتي السنغالي مامادو ديمبا مباي في المركز 12 مع الفتح الرباطي، والإسباني طوني كوسانو الوافد الجديد على البطولة في الرتبة 13 رفقة المغرب التطواني.

ويحظى المدرب ادريس لمرابط بشرف تواجده في المركز الثامن مع اتحاد طنجة، كأول مدرب مغربي في الترتيب هذه السنة، فيما يحتل رضا حكم مدرب حسنية أكادير الرتبة التاسعة، متبوعا بمحمد فاخر مع شباب المحمدية، بينما يتواجد فوزي جمال في الصف 11 رفقة أولمبيك آسفي.

ويتذيل ثلاثة مدربين مغاربة ترتيب البطولة الاحترافية، حيث يقبع عبد الرحيم النجار في المركز الأخير مع يوسفية برشيد، فيما يأتي فؤاد الصحابي مدرب سريع واد زم في المركز ما قبل الأخير، والعلوي الإسماعيلي في الرتبة 14 رفقة نهضة الزمامرة.

وتسيطر الجنسية التونسية على مدربي البطولة، بوجود ثلاثة مدربين من تونس، ويتعلق الأمر بكل من فوزي البنزرتي، ولسعد جردة الشابي، وفتحي الجبال، فيما الجنسية الجزائرية تحظى باسم واحد في شخص عبد الحق بن شيخة، وثلاث جنسيات من أوربا، كل من الإسباني كوسانو، والبلجيكي فاندنبروك، والفرنسي كازوني، ومدربين من جنوب القارة الإفريقية وهما الكونغولي ايبينغي والسنغالي ديمبا مبايي.

وشهدت البطولة الاحترافية هذا الموسم عدة إقالات، حيث استغنى 13 فريقا عن مدربيهم، فيما لم يسلم من الإقالة سوى ثلاثة فرق، وهي الوداد الرياضي مع فوزي البنزرتي، والدفاع الحسني الجديدي رفقة عبد الحق بن شيخة، ويوسفية برشيد مع عبد الرحيم النجار.

وكان « اليوم24 » قد تحدث في مقال سابق له شهر مارس الماضي، عن الإقالات التي طالت مدربي البطولة الاحترافية، مقدما فيه عدة تصريحات من أخصائيين في المجال الرياضي، الذين أكدوا بأن سوء التسيير والتدبير والتخطيط، هو الذي يجعل الفرق تستغني عن مدربيها من أول إخفاق.

وقال جعفر عاطفي المدرب السابق بالبطولة الاحترافية لعدة أندية، والمحلل الرياضي في تصريح كان قد خص به “اليوم24″، إن “ظاهرة تغيير المدربين في البطولة الوطنية ليست بالجديدة، بل إننا نراها في جميع المواسم، وهي ظاهرة غير صحية، لأنها تضر بالاستقرار التقني الذي يترتب عليه عدم الاستمرار في نهج تقني معين، وبالتالي لا يمكن رؤية أداء الفرق يتطور رفقة اللاعبين”.

وتابع “أظن أن التعاقد مع المدربين يكون على أساس النتائج، وإن لم تتحقق فالنتيجة الحتمية التي تكون هي أن المدرب يقال، في حين أن التعاقد مع المدربين يجب أن يكون بناء على مشاريع تمتد لسنوات، وبداخل هذه المشارع مجموعة من الأهداف التي تكون مسطرة، ولما يحقق المدرب هذه الأهداف، أو يسير في تحقيقها، يسمح له بالاستمرار”.

وزاد، ”مهنة المدرب الآن أصبحت مهنة لديها مجموعة من الضوابط، وبالتالي لا يمكن التعاقد مع مدرب بناء على اقتراح من صديق أو وكيل، بل يجب البناء على مجموعة من المعطيات الموضوعية التي تدخل في التصور العام لكل فريق؛ لكن على العموم تبقى هذه الظاهرة غير صحية، ظاهرة يجب التعامل معها بموضوعية أكبر، ونتمنى أن نرى فرقا تترك مدربيها يشتغلون لسنوات عديدة، وتكون القاعدة هي استمرار المدربين، والاستثناء هو مغادرتهم، لأن القاعدة الموجودة الآن هي إقالة المدربين، والاستثناء هو بقاؤهم لمدة طويلة.

وكان بوشعيب الشداني الصحافي والمحلل الرياضي قد سار على نفس منوال جعفر، حيث قال في تصريحه لـ”اليوم24″، “يجب أن نجزم أن ظاهرة تغيير المدربين بالبطولة الاحترافة غير صحية، ولا تخدم بأي حال من الأحوال مصلحة كرة القدم الوطنية، وأن المسؤولية مشتركة بين الأندية من جهة والمدربين من جهة أخرى”.

وأشار في حديثه إلى أن “الأندية تتفاعل بشكل متسرع مع مطالب جماهيرها، خصوصا عند تحقيق بعض النتائج السلبية بين الفينة والأخرى أو المتتالية، بينما المدربون يتحملون جزءً من المسؤولية حين يقبلون الإشراف عن العارضة الفنية لبعض الأندية التي تتخبط في أسفل الترتيب؛ وهي مجازفة غير محسوبة، يكون لها أثر بالغ سواء على مستوى النادي أو على المدرب نفسه”.

وأكد الدولي السابق سالم المحمودي والمحلل الرياضي أن “المشكل أكثر تعقيدا مما نتصوره، فالمدرب يجب أن يكون محميا من الإدارة، وهذه الأخيرة يجب أن تكون قوية ولا تؤثر عليها مواقع التواصل الاجتماعي، فبمجرد هزيمة أو هزيمتين نرى المدرب خارج أسوار النادي، حيث شهدت فرق تغييرات المدربين لأكثر من 3 مرات، مثلما حدث مع أندية المغرب التطواني ثم أولمبيك آسفي والمغرب الفاسي وشباب المحمدية الصاعدين سويا لفئة الكبار.

وتابع في حديثه لـ »اليوم24″ أن “العقد شريعة المتعاقدين، لكن تبقى النتائج تتحكم في كل عقد، فعلى الأقل كل ناد يجب أن يعطي عشر مباريات لكل مدرب، يعني مدة ثلاثة أو أربعة أشهر من التباري، وبعد ذلك تتخد الأمور بشكل عقلاني بناء على النتائج المحققة، وبوجود لجنة متخصصة ومعروفة.

وختم “أغلب الأندية التي تحافظ على استقرارها التقني، هي التي تحصد الألقاب، فيما الأندية التي تغير مدربيها باستمرار، فدائما تجدها تتخبط في النتائج السلبية، وتتذيل الترتيب، وتكبد خزينتها أموالا كثيرة، لذا ما يجب أن يكون هو أن تكون الإدارة قوية لحماية المدرب لكي يشتغل في راحته، لأن الاشتغال في ظرفية ملائمة يمنحه الطمأنينة والمردود يتحسن مع الوقت، عوض انتظار خطئه الأول لإقالته”.

وتبقى البطولة الاحترافية لهذه السنة استثنائية في كل شيء، سواء من حيث عدد المدربين الأجانب الموجودين فيها، أو من ناحية عدد الإقالات، وكذا من قبل عدد الفرق التي تنافس على بطاقة البقاء ضمن قسم الصفوة، والأخرى التي عادت للمنافسة الإفريقية بعد غياب طويل « الجيش الملكي »، في انتظار ما ستسفر عنه بطولة العام المقبل، التي ينتظرها الجميع أن تكون أحسن من سابقتها، وأن تتسم بالاستقرار التقني.

كلمات دلالية

البطولة الاحترافية
شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي