انتخابات فرنسا.. من الأقرب لقصر الإليزيه؟

09 نوفمبر 2021 - 03:00

تستعد فرنسا بعد أشهر قليلة لتنظيم الانتخابات الرئاسية التي يتنافس عليها كل من الرئيس إيمانويل ماكرون، ومارين لوبان، و إريك زمور.

وبدأت تتضح معالم المعركة السياسية للفوز بكرسي الإليزيه، في ظل صعود للتيارات اليمينية خاصة المتطرفة منها، وابتعاد الأحزاب اليسارية، وعلى رأسها الحزب الاشتراكي، عن دائرة المنافسة الحقيقية.

وحسب نتائج استطلاع للرأي ل « معهد دراسات الرأي والتسويق في فرنسا والخارج »، لحساب إذاعة الجنوب الفرنسية، فإن  إيمانويل ماكرون، اليميني الذي خرج من عباءة الحزب الاشتراكي، يتصدر نوايا التصويت بنسبة 25 بالمئة، بينما يتصارع على المرتبة الثانية، اليمين المتطرف بزعامة مارين لوبان (16 بالمئة)، والتي تواجه لأول مرة منافسة من مرشح من نفس العائلة السياسية، وهو الإعلامي اليهودي من أصول جزائرية إريك زمور (14 بالمئة).

غير أنه في هذا الاستطلاع، الذي نشر في 11 أكتوبر، صعد التيار الديغولي (يمين الوسط) بقيادة كزافييه برتران، رئيس منطقة أوت دو فرانس (16 بالمئة)، ليزاحم مرشحَي اليمين المتطرف (لوبان وزمور) على المرتبة الثانية، التي تؤهله للصعود للدور الثاني رفقة ماكرون، وحينها ستتغير الكثير من الحسابات والتحالفات.

بينما يوجد التيار اليساري خارج دائرة المنافسة على الصعود للدور الثاني، رغم انتخاب الحزب الاشتراكي رئيسة بلدية العاصمة باريس « آن إيدالغو »، (6 بالمئة من نوايا التصويت)، مرشحة له في الرئاسيات المقبلة، بدعم من الأمين العام للحزب « أوليفييه فور ».

أما بقية المرشحين الصغار، والذين لا يتجاوز عددهم 30، فسيقط الكثير منهم أمام حاجز الحصول على 500 تزكية من « الناخبين الكبار »، ممثلين في نواب البرلمان الفرنسي بغرفتيه، وأيضا النواب الفرنسيين في البرلمان الأوروبي، وكذلك رؤساء البلديات.

حظوظ ماكرون

يراهن ماكرون على تكرار سيناريو 2017، عندما صعد إلى الدور الثاني أمام مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان، وانتصر عليها بشكل ساحق (66.1 بالمئة)، باعتباره أقل المرشحين سوءا بالنسبة للكثير من المرشحين الخاسرين.

لكن المعركة الانتخابية قد تكون أصعب إذا واجه مرشحا من تيار اليمين الديغولي أو حتى تيار يسار الوسط، لأن التحالفات في الدور الثاني تكون في العادة حاسمة، خاصة وأنه لا يحضى سوى بربع نوايا التصويت ويحتاج إلى 50 بالمئة +1 للفوز بالرئاسة.

ويسعى ماكرون، ليكون أول رئيس فرنسي منذ عهد جاك شيراك (1995 – 2007) يفوز بولايتين رئاسيتين، بعد أن أخفق في تحقيق ذلك كل من نيكولا ساركوزي (2007-2012) وفرانسوا أولاند (2012- 2017).

وإن كان ماكرون فاز في 2017، بفضل استقطابه لشريحة من الحزب الاشتراكي وأخرى من اليمين، وثالثة من الفرنسيين ذوي الأصول الجزائرية، وقدم نفسه كمرشح مستقل ولبيرالي اجتماعي وسطي، إلا أنه في نهاية ولايته الأولى انحاز أكثر لليمين بل واقترب من اليمين المتطرف.

 

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي